responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 927


وجه ربه الأعلى * ولسوف يرضى ) * هذا قسم من الله ، بالزمان الذي تقع فيه أفعال العباد ، على تفاوت أحوالهم ، فقال : * ( والليل إذا يغشى ) * ، أي : يعم الخلق بظلامه ، فيسكن إلى مأواه ومسكنه ، ويستريح العباد من الكد والتعب . * ( والنهار إذا تجلى ) * للخلق ، فاستضاءوا بنوره وانتشروا في مصالحهم . * ( وما خلق الذكر والأنثى ) * إن كانت ( ما ) موصولة ، كانت إقساما بنفسه الكريمة الموصوفة ، بكونه خالق الذكور والإناث ، وإن كانت مصدرية ، كان قسما بخلقه للذكر والأنثى . وكمال حكمته في ذلك أن خلق من كل صنف من الحيوانات ، التي يريد إبقاءها ذكرا وأنثى ليبقى النوع ولا يضمحل ، وقاد كلا منهما إلى الآخر بسلسلة الشهوة . وجعل كل منهما مناسبا للآخر ، فتبارك الله أحسن الخالقين . وقوله : * ( إن سعيكم لشتى ) * هذا هو المقسم عليه ، أي : إن سعيكم أيها المكلفون لمتفاوت تفاوتا كثيرا ، وذلك بحسب تفاوت نفس الأعمال ومقدارها ، والنشاط فيها ، وبحسب الغاية المقصودة بتلك الأعمال ، هل هو وجه الله الأعلى الباقي ؟ فيبقى العمل له ببقائه ، وينتفع به صاحبه ، أم هي غاية مضمحلة فانية ، فيبطل السعي ببطلانها ويضمحل باضمحلالها ؟ وهذا كل عمل يقصد به غير وجه الله ، بهذا الوصف . ولهذا فضل الله العاملين ، ووصف أعمالهم ، فقال : * ( فأما من أعطى ) * ، أي : ما أمر به من العبادات المالية : كالزكوات ، والنفقات ، والكفارات ، والصدقات ، والإنفاق في وجوه الخير . والعبادات البدنية : كالصلاة ، والصوم غيرهما . والمركبة من ذلك : كالحج والعمرة ونحوهما . * ( واتقى ) * ما نهى عنه ، من الحرمات والمعاصي ، على اختلاف أجناسها . * ( وصدق بالحسنى ) * ، أي : صدق ب ( لا إله إلا الله ) وما دلت عليه ، من العقائد الدينية ، وما ترتب عليها من الجزاء . * ( فسنيسره لليسرى ) * ، أي : نيسر له أمره ، ونجعله مسهلا عليه كل خير ، ميسرا له ترك كل شر ، لأنه أتى بأسباب التيسير ، فيسر الله له ذلك . * ( وأما من بخل ) * بما أمر به ، فترك الإنفاق الواجب والمستحب ، ولم تسمح نفسه بأداء ما وجب لله . * ( واستغنى ) * عن الله ، فترك عبوديته جانبا ، ولم ير نفسه مفتقرة غاية الافتقار إلى ربها ، الذي لا نجاة لها ، ولا فوز ، ولا فلاح ، إلا بأن يكون هو محبوبها ومعبودها ، الذي تقصده وتتوجه إليه . * ( وكذب بالحسنى ) * ، أي : بما أوجب الله على العباد التصديق به من العقائد الحسنة . * ( فسنيسره للعسرى ) * ، أي : للحالة العسرة ، والخصال الذميمة ، بأن يكون ميسرا للشر ، أينما كان ، ومقيضا له أفعال المعاصي ، نسأل الله العافية . * ( وما يغني عنه ماله ) * الذي أطغاه ، واستغنى به ، وبخل به . * ( إذا تردى ) * ، أي : هلك ومات ، فإنه لا يصحب الإنسان إلا عمله الصالح . وأما ماله الذي لم يخرج منه الواجب ، فإنه يكون وبالا عليه ، إذا لم يقدم منه لآخرته شيئا . * ( إن علينا للهدى ) * ، أي : إن الهدى المستقيم طريقه يوصل إلى الله ، ويدني من رضاه . وأما الضلال ، فطرفة مسدودة عن الله ، لا توصل صاحبها إلا للعذاب الشديد . * ( وإن لنا للآخرة والأولى ) * ملكا وتصرفا ، ليس له فيهما مشارك ، فليرغب الراغبون إليه في الطلب ، ولينقطع رجاؤهم عن المخلوقين . * ( فأنذرتكم نارا تلظى ) * ، أي : تستعر وتتوقد . * ( لا يصلاها إلا الأشقى * الذي كذب ) * بالخبر * ( وتولى ) * عن الأمر . * ( 17 18 ) * ( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى ) * بأن يكون قصده به تزكية نفسه ، وتطهيرها من الذنوب والأدناس ، قاصدا به وجه الله تعالى . فدل هذا على أنه إذا تضمن الإنفاق المستحب ، ترك واجب كدين ونفقة ونحوهما ، فإنه غير مشروع ، بل تكون عطيته مردودة عند كثير من العلماء ، لأنه يتزكى بفعل مستحب يفوت عليه الواجب . * ( وما لأحد عنده من نعمة تجزى ) * ، أي : ليس لأحد من الخلق على هذا الأتقى نعمة تجزى ، إلا وقد كافأه عليها ،

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 927
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست