responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 920


الثاقب ) * ، أي : المضيء ، الذي يثقب نوره ، فيخرق السماوات ، فينفذ حتى يرى في الأرض ، والصحيح أنه اسم جنس ، يشمل سائر النجوم الثواقب . وقد قيل : إنه ( زحل ) الذي يخرق السماوات السبع وينفذها ، فيرى منها . وسمي طارقا ، لأنه يطرق ليلا ، والمقسم عليه قوله : * ( إن كل نفس لما عليها حافظ ) * يحفظ عليها أعمالها الصالحة والسيئة ، وستجازى بعملها المحفوظ عليها . * ( فلينظر الإنسان مم خلق ) * ، أي : فليتدبر خلقته ومبدأه ، فإنه * ( خلق من ماء دافق ) * ، وهو المني الذي * ( يخرج من بين الصلب والترائب ) * ، يحتمل أنه من بين صلب الرجل ، وترائب المرأة ، وهي ثدياها . ويحتمل أن المراد : المني الدافق ، وهو مني الرجل ، وأن محله الذي يخرج منه ما بين صلبه وترائبه . ولعل هذا أولى ، فإنه إنما وصف به الماء الدافق ، الذي يحس به ويشاهد دفقه ، وهو مني الرجل . وكذلك لفظ الترائب ، فإنها تستعمل للرجل ، فإن الترائب للرجل ، بمنزلة الثديين للأنثى ، فلو أريد الأنثى ، لقيل : ( من الصلب والثديين ) ، ونحو ذلك ، والله أعلم . فالذي أوجد الإنسان من ماء دافق ، يخرج من هذا الموضع الصعب ، قادر على رجعه في الآخرة ، وإعادته للبعث ، والنشور والجزاء . وقد قيل : إن معناه ، أن الله على رجع الماء المدفوق ، في الصلب لقادر ، وهذا المعنى وإن كان صحيحا ، فليس هو المراد من الآية ، ولهذا قال بعده : * ( يوم تبلى السرائر ) * ، أي : تختبر سرائر الصدور ، ويظهر ما كان في القلوب من خير وشر ، على صفحات الوجوه كما قال تعالى : * ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ) * . ففي الدنيا ، ينكتم كثير من الأشياء ، ولا يظهر عيانا للناس ، وأما يوم القيامة ، فيظهر بر الأبرار ، وفجور الفجار ، وتصير الأمور علانية . وقوله : * ( فما له من قوة ) * ، أي : من نفسه يدفع بها * ( ولا ناصر ) * من خارج ، ينتصر به ، فهذا القسم على العاملين ، وقت عملهم ، وعند جزائهم . ثم أقسم قسما ثانيا ، على صحة القرآن ، فقال : * ( والسماء ذات الرجع * والأرض ذات الصدع ) * ، أي : ترجع السماء بالمطر كل عام ، وتنصدع الأرض للنبات ، فيعيش بذلك الآدميون والبهائم ، وترجع السماء أيضا بالأقدار والشئون الإلهية ، كل وقت ، وتنصدع الأرض عن الأموات . * ( إنه ) * ، أي : القرآن * ( لقول فصل ) * ، أي : حق وصدق ، بين واضح . * ( وما هو بالهزل ) * ، أي : جد ليس بالهزل ، وهو القول الذي يفصل بين الطوائف والمقالات ، وتنفصل به الخصومات . * ( إنهم ) * ، أي : المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم ، وللقرآن * ( يكيدون كيدا ) * ليدفعوا بكيدهم الحق ، ويؤيدوا الباطل . * ( وأكيد كيدا ) * لإظهار الحق ، ولو كره الكافرون ، ولدفع ما جاءوا به من الباطل ، ويعلم بهذا ، من الغالب ، فإن الآدمي أضعف وأحقر من أن يغالب القوي العليم في كيده . * ( فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ) * ، أي : قليلا ، فسيعلمون عاقبة أمرهم ، حين ينزل بهم العقاب . تم تفسير سورة الطارق والحمد الله رب العالمين . سورة الأعلى * ( سبح اسم ربك الأعلى * الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى * والذي أخرج المرعى * فجعله غثاء أحوى * سنقرئك فلا تنسى * إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى * ونيسرك لليسرى * فذكر إن نفعت الذكرى * سيذكر من يخشى * ويتجنبها الأشقى * الذي يصلى النار الكبرى * ثم لا يموت فيها ولا يحيا * قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى * بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى * إن ه ذا لفي الصحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى ) * يأمر تعالى ، بتسبيحه المتضمن لذكره وعبادته ، والخضوع لجلاله ، والاستكانة لعظمته ، وأن يكون تسبيحا ، يليق بعظمة الله تعالى ، بأن تذكر أسماؤه الحسنى العالية على كل اسم بمعناها العظيم الجليل . وتذكر أفعاله التي منها أنه خلق المخلوقات ، فسواها ، أي : أتقن وأحسن خلقها . * ( والذي قدر ) * تقديرا ، تتبعه جميع المقدرات * ( فهدى ) * إلى ذلك جميع المخلوقات . وهذه هي الهداية العامة ، التي مضمونها أنه هدى كل مخلوق لمصلحته ، وتذكر فيها نعمه الدنيوية ، ولهذا قال : * ( والذي أخرج المرعى ) * ، أي : أنزل من السماء ماء ، فأنبت به أصناف النبات ، والعشب الكثير ، فرتع فيه الناس والبهائم ، وجميع الحيوانات . ثم بعد أن

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 920
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست