responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 918


مقطوع ، بل هو أجر دائم مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، والحمد لله . تم تفسير سورة الانشقاق . سورة البروج * ( والسماء ذات البروج * واليوم الموعود * وشاهد ومشهود * قتل أصحاب الأخدود * النار ذات الوقود * إذ هم عليها قعود * وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود * وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد * الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد * إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق * إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير * إن بطش ربك لشديد * إنه هو يبدىء ويعيد * وهو الغفور الودود * ذو العرش المجيد * فعال لما يريد * هل أتاك حديث الجنود * فرعون وثمود * بل الذين كفروا في تكذيب * والله من ورآئهم محيط * بل هو قرآن مجيد * في لوح محفوظ ) * * ( والسماء ذات البروج ) * ، أي : ذات المنازل ، المشتملة على منازل الشمس والقمر ، والكواكب المنتظمة في سيرها ، على أكمل ترتيب ونظام دال على كمال قدرة الله ورحمته ، وسعة علمه وحكمته . * ( واليوم الموعود ) * وهو يوم القيامة ، الذي وعد الله الخلق أن يجمعهم فيه ، ويضم فيه أولهم وآخرهم ، وقاصيهم ودانيهم ، الذي لا يمكن أن يتغير ، ولا يخلف الله الميعاد . * ( وشاهد ومشهود ) * وشمل هذا ، كل من اتصف بهذا الوصف ، أي مبصر ومبصر ، وحاضر ومحضور ، وراء ومرئي . والمقسم عليه ، ما تضمنه هذا القسم ، من آيات الله الباهرة ، وحكمه الظاهرة ، ورحمته الواسعة . وقيل : إن المقسم عليه قوله : * ( قتل أصحاب الأخدود ) * ، وهذا دعاء عليهم بالهلاك . و ( الأخدود ) : الحفر التي تحفر في الأرض . وكان أصحاب الأخدود هؤلاء ، قوما كافرين ، ولديهم قوم مؤمنون ، فراودوهم على الدخول في دينهم ، فامتنع المؤمنون من ذلك ، فشق الكافرون أخدودا في الأرض ، وقذفوا فيها النار ، وقعدوا حولها ، وفتنوا المؤمنين ، وعرضوهم عليها . فمن استجاب لهم أطلقوه ، ومن استمر على الإيمان ، قذفوه في النار ، وهذا غاية المحاربة لله ولحزبه المؤمنين ، ولهذا لعنهم الله ، وأهلكهم ، وتوعدهم ، فقال : * ( قتل أصحاب الأخدود ) * . ثم فسر الأخدود بقوله ؛ * ( النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ) * . وهذا من أعظم ما يكون من التجبر وقساوة القلب ، لأنهم جمعوا بين الكفر بآيات الله ومعاندتها ، ومحاربة أهلها ، وتعذيبهم بهذا العذاب ، الذي تنفطر منه القلوب . وحضورهم إياهم عند إلقائهم فيها ، والحال أنهم ما نقموا من المؤمنين إلا حالة يمدحون عليها ، وبها سعادتهم ، وهي : أنهم كانوا يؤمنون بالله العزيز الحميد ، أي : الذي له العزة ، التي قهر بها كل شيء ، وهو حميد في أقواله ، وأفعاله ، وأوصافه . * ( الذي له ملك السماوات والأرض ) * خلقا وعبيدا ، يتصرف فيهم بما شاء . * ( والله على كل شيء شهيد ) * علما وسمعا وبصرا . فهلا خاف هؤلاء المتمردون عليه ، أن يأخذهم العزيز المقتدر ، أو ما علموا كلهم أنهم مماليك لله ، ليس لأحد على أحد سلطة ، من دون إذن المالك ؟ أو خفي عليهم أن الله محيط بأعمالهم ، مجازيهم عليها ؟ كلا إن الكافر في غرور ، والجاهل في عمى وضلال عن سواء السبيل . ثم أوعدهم ووعدهم ، وعرض عليهم التوبة ، فقال : * ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ) * ، أي : العذاب الشديد المحرق . قال الحسن رحمه الله : انظروا إلى هذا الكرم والجود ، قتلوا أولياءه

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 918
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست