responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 915


سورة المطففين * ( ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون * ألا يظن أول ئك أنهم مبعوثون * ليوم عظيم * يوم يقوم الناس لرب العالمين ) * * ( ويل ) * كلمة عذاب وعقاب * ( للمطففين ) * وفسر الله المطففين بأنهم * ( الذين إذا اكتالوا على الناس ) * ، أي : أخذوا منهم ، وفاء لهم عما قبلهم * ( يستوفون ) * كاملا من غير نقص . * ( وإذا كالوهم أو وزنوهم ) * ، أي : إذا أعطوا الناس حقهم ، الذي لهم عليهم ، بكيل أو وزن * ( يخسرون ) * ، أي : ينقصونهم ذلك إما بمكيال وميزان ناقصين ، أو بعدم ملء المكيال والميزان ، أو بغير ذلك ، فهذا سرقة لأموال الناس ، وعدم إنصاف لهم منهم . وإذا كان هذا وعيدا على الذين يبخسون الناس ، بالمكيال والميزان ، فالذي يأخذ أموالهم قهرا وسرقة ، أولى بهذا الوعيد من المطففين . ودلت الآية الكريمة ، على أن الإنسان كما يأخذ من الناس ، الذي له ، يجب أن يعطيهم كل ما لهم من الأموال والمعاملات . بل يدخل في عموم هذا ، الحجج والمقالات ، فإنه كما أن المتناظرين ، قد جرت العادة أن كل واحد منهما ، يحرص على ما له من الحجج . فيجب عليه أيضا أن يبين ما لخصمه من الحجة ، التي لا يعلمها ، وأن ينظر في أدلة خصمه ، كما ينظر في أدلته هو ، وفي هذا الموضع ، يعرف إنصاف الإنسان ، من تعصبه واعتسافه ، وتواضعه من كبره ، وعقله من سفهه ، نسأل الله التوفيق لكل خير . ثم توعد تعالى المطففين ، وتعجب من حالهم وإقامتهم على ما هم عليه ، فقال : * ( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين ) * ، فالذين جرأهم على التطفيف ، عدم إيمانهم باليوم الآخر ، وإلا فلو آمنوا به ، وعرفوا أنهم سيقومون بين يدي الله ، فيحاسبهم على القليل والكثير ، لأقلعوا عن ذلك ، وتابوا منه . * ( كلا إن كتاب الفجار لفي سجين * ومآ أدراك ما سجين * كتاب مرقوم * ويل يومئذ للمكذبين * الذين يكذبون بيوم الدين * وما يكذب به إلا كل معتد أثيم * إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين * كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون * ثم إنهم لصالو الجحيم * ثم يقال ه ذا الذي كنتم به تكذبون ) * يقول تعالى : * ( كلا إن كتاب الفجار ) * وهذا شامل لك فاجر ، من أنواع الكفرة والمنافقين ، والفاسقين * ( لفي سجين ) * ، ثم فسر ذلك بقوله : * ( وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ) * ، أي : كتاب مذكور فيه أعمالهم الخبيثة ، والسجين : المحل الضيق الضنك ، و ( سجين ) ضد ( عليين ) الذي هو محل كتاب الأبرار ، كما سيأتي . وقد قيل : إن ( سجين ) هو أسفل الأرض السابعة ، مأوى الفجار ، ومستقرهم في معادهم . * ( ويل يومئذ للمكذبين ) * ثم بينهم بقوله : * ( الذين يكذبون بيوم الدين ) * ، أي : يوم الجزاء ، يوم يدين الله الناس فيه بأعمالهم . * ( وما يكذب به إلا كل معتد ) * على محارم الله ، متعد الحلال إلى الحرام . * ( أثيم ) * ، أي : كثير الإثم ، فهذا يحمله عدوانه على التكذيب ، ويوجب له كبره ، رد الحق ، ولهذا قال : * ( إذا تتلى عليه آياتنا ) * الدالة على الحق ، وعلى صدق ما جاءت به الرسل ، كذبها وعاندها ، * ( وقال ) * : هذه * ( أساطير الأولين ) * ، أي : من ترهات المتقدمين ، وأخبار الأمم الغابرين ، ليست من عند الله ، تكبرا وعنادا . وأما من أنصف ، وكان مقصوده الحق المبين ، فإنه لا يكذب بيوم الدين ، لأن الله قد أقام عليه من الأدلة القاطعة ، والبراهين ، ما يجعله حق اليقين ، وصار لبصائرهم ، بمنزلة الشمس للأبصار ، بخلاف من ران على قلبه كسبه ، وغطته معاصيه ، فإنه محجوب عن الحق . ولهذا جوزي على ذلك ، بأن حجب عن الله ، كما حجب قلبه عن آيات الله . * ( ثم إنهم ) * مع هذه العقوبة البليغة * ( لصالوا الجحيم ) * . ثم يقال لهم توبيخا

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 915
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست