responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 898


المصلين * ولم نك نطعم المسكين ) * فلا إخلاص للمعبود ولا إحسان ، ولا نفع للخلق المحتاجين . * ( وكنا نخوض مع الخائضين ) * ، أي : نخوض بالباطل ، ونجادل به الحق . * ( وكنا نكذب بيوم الدين ) * ، هذه آثار الخوض بالباطل ، وهو التكذيب بالحق ، ومن أحق الحق ، يوم الدين ، الذي هو محل الجزاء على الأعمال ، وظهور ملك الله وحكمه العدل لسائر الخلق . فاستمر عملنا على هذا المذهب الباطل * ( حتى أتانا اليقين ) * ، أي : الموت : فلما ماتوا على الكفر تعذرت حينئذ عليهم الحيل ، وانسد في وجوههم باب الأمل . * ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) * لأنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى ، وهؤلاء لا يرضى الله أعمالهم . فلما بين الله مآل المخالفين ، وبين ما يفعل بهم ، عطف على الموجودين بالعتاب واللوم ، فقال : * ( فما لهم عن التذكرة معرضين ) * ، أي : صادين غافلين عنها . * ( كأنهم ) * في نفرتهم الشديد منها ، * ( حمر مستنفرة ) * ، أي : حمر وحش ، نفرت فنفر بعضها بعضا ، فزاد عدوها . * ( فرت من قسورة ) * ، أي : من صائد ورام يريدها ، أو من أسد ونحوه . وهذا من أعظم ما يكون من النفور عن الحق ، ومع هذا النفور والإعراض ، يدعون الدعاوى الكبار . * ( يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة ) * نازلة عليه من المساء ، يزعم أنه لا ينقاد للحق إلا بذلك ، وقد كذبوا ، فإنهم لو جاءتهم كل آية لم يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ، لأنهم جاءتهم الآيات البينات التي تبين الحق وتوضحه ، فلو كان فيهم خير لآمنوا . ولهذا قال : * ( كلا ) * ، أي : لا نعطيهم ما طلبوا ، وهم ما قصدوا بذلك إلا التعجيز . * ( بل لا يخافون الآخرة ) * فلو كانوا يخافونها ، لما جرى منهم ما جرى . * ( كلا إنه تذكرة ) * الضمير إما أن يعود على هذه السورة ، أو على ما اشتملت عليه من هذه الموعظة . * ( فمن شاء ذكره ) * لأنه قد بين له السبيل ، ووضع له الدليل . * ( وما يذكرون إلا أن يشاء الله ) * فإن مشيئة الله ، نافذة عامة ، لا يخرج عنها حادث قليل ولا كثير ، ففيها رد على القدرية ، الذين لا يدخلون أفعال العباد تحت مشيئة الله ، والجبرية الذين يزعمون أنه ليس للعبد مشيئة ، ولا فعل حقيقة ، وإنما هو مجبور على أفعاله . فأثبت الله تعالى للعبد مشيئته حقيقة وفعلا ، وجعل ذلك تابعا لمشيئته . * ( هو أهل التقوى وأهل المغفرة ) * ، أي : هو أهل أن يتقى ويعبد ، لأنه الإله الذي لا تنبغي العبادة إلا له ، وأهل أن يغفر لمن اتقاه ، واتبع رضاه . تم تفسير سورة المدثر والله الحمد والمنة . سورة القيامة * ( لا أقسم بيوم القيامة * ولا أقسم بالنفس اللوامة * أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه * بلى قادرين على أن نسوي بنانه * بل يريد الإنسان ليفجر أمامه * يسأل أيان يوم القيامة ) * ليست ( لا ) ههنا نافية ولا زائدة ، وإنما أتى بها للاستفتاح والاهتمام بما بعدها ، ولكثرة الإتيان بها مع اليمين ، لا يستغرب الاستفتاح بها ، وإن لم تكن في الأصل موضوعة للاستفتاح . فالمقسم به في هذا الموضع ، هو المقسم عليه ، وهو : البعث بعد الموت ، وقيام الناس من قبورهم ، ثم وقوفهم ينتظرون ما يحكم به الرب عليهم . * ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ) * وهي جميع النفوس الخيرة والفاجرة ، سميت ( لوامة ) لكثيرة تلونها وترددها ، وعدم ثبوتها على حالة من أحوالها ، ولأنها عند الموت تلوم صاحبها على ما فعلت ، بل نفس المؤمن تلوم صاحبها في الدنيا ، على ما حصل منه ، من تفريط وتقصير ، في حق من الحقوق ، أو غفلة . فجمع بين الإقسام بالجزاء ، وعلى الجزاء ، وبين مستحق الجزاء . ثم أخبر مع هذا ، أن بعض المعاندين يكذبون بيوم القيامة ، فقال : * ( أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه ) * بعد الموت ، كما قال : * ( قال من يحيى العظام وهي رميم ) * ؟ فاستبعد من جهله وعدوانه ، قدرة الله على خلق عظامه التي هي عماد البدن ، فرد عليه بقوله : * ( بلى قادرين على أن نسوي بنانه ) * ، أي : أطراف أصابعه وعظامه ، وذلك مستلزم لخلق جميع أجزاء البدن ، لأنها إذا وجدت الأنامل والبنان ، فقد تمت خلقة الجسد ، وليس إنكاره لقدرة الله تعالى قصورا بالدليل الدال على ذلك ، وإنما وقع ذلك منه ، لأن إرادته وقصده ، التكذيب بما أمامه من البعث . والفجور : الكذب مع التعمد .

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 898
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست