responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 873


* ( تبتغي ) * بذلك التحريم * ( مرضاة أزواجك والله غفور رحيم ) * . هذا تصريح بأن الله قد غفر لرسوله ، ورفع عنه اللوم ، ورحمه ، وصار ذلك التحريم الصادر منه سببا لشرع حكم عام لجميع الأمة ، فقال تعالى : * ( قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم ) * ، وهذا عام في جميع أيمان المؤمنين ، أي : قد شرع لكم ، وقدر ما به تنحل أيمانكم قبل الحنث ، وما به تتكفر بعد الحنث . وذلك كما في قوله تعالى : * ( يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) * إلى أن قال : * ( فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم ) * . فكل من حرم حلالا عليه ، من طعام أو شراب ، أو سرية ، أو حلق يمينا بالله ، على فعل أو ترك ، ثم حنث ، وأراد الحنث ، فعليه هذه الكفارة المذكورة . وقوله : * ( والله مولاكم ) * ، أي : متولي أموركم ، ومربيكم أحسن تربية ، في أمر دينكم ودنياكم ، وما به يندفع عنكم الشر ، فلذلك فرض لكم تحلة أيمانكم ، لتبرأ ذممكم . * ( وهو العليم الحكيم ) * الذي أحاط علمه بظواهركم وبواطنكم ، وهو الحكيم في جميع ما خلقه وحكم به . فلذلك شرع لكم من الأحكام ، ما يعلم أنه موافق لمصالحكم ، ومناسب لأحوالكم . وقوله : * ( وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا ) * قال كثير من المفسرين : هي حفصة ، أم المؤمنين رضي الله عنها ، أسر لها النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ، وأمر أن لا تخبر به أحدا ، فحدثت به عائشة رضي الله عنهما . وأخبره الله بذلك الخبر ، الذي أذاعته ، فعرفها صلى الله عليه وسلم ، ببعض ما قالت ، وأعرض عن بعضه ، كرما منه صلى الله عليه وسلم ، وحلما . * ( قالت ) * له : * ( من أنبأك هذا ) * الخبر الذي لم يخرج منا ؟ * ( قال نبأني العليم الخبير ) * الذي لا تخفى عليه خافية ، يعلم السر وأخفى . وقوله : * ( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ) * الخطاب للزوجتين الكريمتين حفصة وعائشة رضي الله عنهما ، كانتا سببا لتحريم النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه ما يحبه . فعرض الله عليهما التوبة ، وعاتبهما على ذلك ، وأخبرهما أن قلوبكما قد صغت ، أي : مالكت وانحرفت عما ينبغي لهن ، من الورع والأدب ، مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، واحترامه ، وأن لا يشققن عليه . * ( وإن تظاهرا عليه ) * ، أي : تعاونا على ما يشق عليه ، ويستمر هذا الأمر منكن . * ( فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ) * ، أي : الجميع أعوان للرسول ، مظاهرون له ، ومن كان هؤلاء أنصاره ، فهو المنصور ، وغيره إن يناوئه فهو مخذول . وفي هذا أكبر فضيلة وشرف لسيد المرسلين ، حيث جعل الباري نفسه الكريمة ، وخواص خلقه ، أعوانا لهذا الرسول الكريم . وفيه من التحذير للزوجتين الكريمتين ما لا يخفى . ثم خوفهما أيضا ، بحالة تشق على النساء غاية المشقة ، وهو الطلاق ، الذي هو أكبر شيء عليهن ، فقال : * ( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن ) * ، أي : فلا تترفعن عليه ، فإنه لو طلقكن ، لا يضيق عليه الأمر ، ولم يكن مضطرا إليكن ، فإنه سيجد ، ويبدله الله أزواجا خيرا منكن ، دينا وجمالا ، وهذا من باب التعليق الذي لم يوجد ، ولا يلزم وجوده . فإنه ما طلقهن ، ولو طلقهن ، لكان ما ذكره الله من هذه الأزواج الفاضلات . * ( مسلمات مؤمنات ) * جامعات بين الإسلام ، وهو القيام بالشرائع الظاهرة ، والإيمان ، وهو : القيام بالشرائع الباطنة ، من العقائد وأعمال القلوب . * ( قانتات ) * والقنوت هو : دوام الطاعة واستمرارها ، * ( تائبات ) * عما يكرهه الله ، فوصفهن بالقيام بما يحبه الله ، والتوبة عما يكرهه الله . * ( ثيبات وأبكارا ) * ، أي : بعضهن ثيب ، وبعضهن أبكار ، ليتنوع صلى الله عليه وسلم فيما يحب . فلما سمعن رضي الله عنهن هذا التخويف والتأديب ، بادرن إلى رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان هذا

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 873
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست