responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 805


رسلهم أكرم على الله من رسولكم ، فاحذروا جرمهم ، لئلا يصيبكم ما أصابهم . ثم استدل تعالى بالخلق الأول وهو النشأة الأولى على الخلق الآخر ، وهو النشأة الآخرة . فكما أنه الذي أوجدهم بعد العدم ، كذلك يعيدهم بعد موتهم وصيرورتهم إلى الرفات والرمم ، فقال : * ( أفعيينا ) * ، أي : أفعجزنا وضعفت قدرتنا * ( بالخلق الأول ) * ؟ ليس الأمر كذلك ، فلم نعجز ونعي عن ذلك ، وليسوا في شك من ذلك . * ( بل هم في لبس من خلق جديد ) * هذا الذي شكوا فيه ، والتبس عليهم أمره ، مع أنه لا محل للبس فيه ، لأن الإعادة أهون من الابتداء كما قال تعالى : * ( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ) * . * ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد * إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد * وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد * ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد * وجآءت كل نفس معها سآئق وشهيد * لقد كنت في غفلة من ه ذا فكشفنا عنك غطآءك فبصرك اليوم حديد ) * يخبر تعالى ، أنه المتفرد بخلق جنس الإنسان ، ذكورهم وإناثهم ، وأنه يعلم أحواله ، وما يسره ، وتوسوس به نفسه . وأنه * ( أقرب إليه من حبل الوريد ) * الذي هو أقرب شيء إلى الإنسان ، وهو : العظم المكتنف لثغرة النحر ، وهذا مما يدعو الإنسان إلى مراقبة خالقه ، المطلع على ضميره وباطنه ، القريب إليه في جميع أحواله ، فيستحيي منه أن يراه حيث نهاه ، أو يفقده حيث أمره . وكذلك ينبغي له أن يجعل الملائكة الكرام الكاتبين منه على بال ، فيجلهم ويوقرهم ، ويحذر أن يفعل أو يقول ما يكتب عنه ، مما لا يرضي رب العالمين ، ولهذا قال : * ( إذ يتلقى المتلقيان ) * ، أي : يتلقيان عن العبد أعماله كلها ، واحد * ( عن اليمين ) * يكتب الحسنات ، * ( و ) * الآخر * ( عن الشمال ) * يكتب السيئات ، وكل منهما * ( قعيد ) * بذلك متهيىء لعمله الذي أعد له ، ملازم لذلك . * ( ما يلفظ من قول ) * من خير أو شر * ( إلا لديه رقيب عتيد ) * ، أي : مراقب له ، حاضر لحاله ، كما قال تعالى : * ( وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ) * . أي : * ( وجاءت ) * هذا الغافل المكذب بآيات الله * ( سكرة الموت بالحق ) * الذي لا مرد له ولا مناص ، * ( ذلك ما كنت منه تحيد ) * ، أي : تتأخر وتنكص عنه . * ( ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد ) * ، أي : اليوم الذي يلحق الظالمين ما أوعدهم الله به من العقاب ، والمؤمنين ما وعدهم به من الثواب . * ( وجاءت كل نفس معها سائق ) * يسوقها إلى موقف القيامة ، فلا يمكنها أن تتأخر عنه ، * ( وشهيد ) * يشهد عليها بأعمالها ، خيرها وشرها ، وهذا يدل على اعتناء الله بالعباد ، وحفظه لأعمالهم ، ومجازاته لهم بالعدل ، فهذا الأمر ، مما يجب أن يجعله العبد منه على بال . ولكن أكثر الناس غافلون ، ولهذا قال : * ( لقد كنت في غفلة من هذا ) * ، أي : يقال للمعرض المكذب يوم القيامة هذا الكلام ، توبيخا ، ولوما وتعنيفا ، أي : لقد كنت مكذبا بهذا ، تاركا العمل له * ( ف ) * الآن * ( كشفنا عنك غطاءك ) * الذي غطى قلبك ، فكثر نومك ، واستمر إعراضك ، * ( فبصرك اليوم حديد ) * ينظر ما يزعجه ويروعه ، من أنواع العذاب والنكال . أو هذا خطاب من الله للعبد ، فإنه في الدنيا ، في غفلة عما خلق له ، ولكنه يوم القيامة ينتبه ويزول عنه وسنه ، في وقت لا يمكنه أن يتدارك الفارط ، ولا يستدرك الفائت ، وهذا كله تخويف من الله للعباد ، وترهيب بذكر ما يكون على المكذبين في ذلك اليوم العظيم . * ( وقال قرينه ه ذا ما لدي عتيد * ألقيا في جهنم كل كفار عنيد * مناع للخير معتد مريب * الذي جعل مع الله إل ها آخر فألقياه في العذاب الشديد * قال قرينه ربنا ما أطغيته ول كن كان في ضلال بعيد * قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد * ما يبدل القول لدي ومآ أنا بظلام للعبيد ) * يقول تعالى : * ( وقال قرينه ) * ، أي : قرين هذا المكذب

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 805
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست