نام کتاب : تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل نویسنده : الباقلاني جلد : 1 صفحه : 397
قيل له لأن الشيئين إنما يتضادان في محل واحد . وقد علمنا أن ما يوجد بالجوارح لا يجوز أن ينفي علما وتصديقا يوجد بالقلب . فثبت أنه غير مضاد للعلم بالله والتصديق له . والدليل على ذلك أنه قد يعزم على معصية الرسول صلى الله عليه وسلم بقلبه من لا ينفي عزمه على ذلك معرفة النبي صلى الله عليه وسلم وتصديقه له . وكذلك حكم القول في العزم على معصية الله عز وجل وأنه غير مضاد لمعرفته والعلم به والتصديق له هو الإيمان لا غير . فصح بذلك اجتماع الفسق الذي ليس بكفر مع الإيمان وأنهما غير متضادين . فإن قال ولم قلتم إنه يجب أن يسمى الفاسق الملي بما فيه من الإيمان مؤمنا ؟ . قيل له لأن أهل اللغة إنما يشتقون هذا الاسم للمسمى به من وجود الإيمان به . فلما كان الإيمان موجودا بالفاسق الذي وصفنا حاله وجب أن يسمى مؤمنا كما أنه لما لم يضاد ما فيه من الإيمان فسقه الذي ليس بكفر وجب أن يسمى به فاسقا . وأهل اللغة متفقون على أن اجتماع الوصفين المختلفين لا يوجب منع اشتقاق الأسماء منهما ومن أحدهما . فوجب بذلك ما قلناه . فإن قال قائل فما أنكرتم أن يكون حكم اللغة ما ذكرتم غير
نام کتاب : تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل نویسنده : الباقلاني جلد : 1 صفحه : 397