نام کتاب : تفسير مجاهد نویسنده : مجاهد بن جبر جلد : 1 صفحه : 17
كان في عصر من العصور متأثر بالحركة العلمية فيه ، وصورة منعكسة لما في العصر من آراء ونظريات علمية ، ومذاهب دينية من ابن عباس إلى الأستاذ الشيخ محمد عبده . حتى لتستطيع إذا جمعت التفاسير التي ألفت في عصر من العصور ، أن تتبين فيها مقدار الحركة العلمية ، وأي الآراء كان سائدا شائعا وأيها غير ذلك إن التفسير يتطور بتطور العلوم ، ويتدرج إلى قبول الأفكار العلمية والفلسفية ، وفي تفسير السلف ما يدل على تقدمه بالتدريج ، وان باب التفسير مفتوح لمن يتدبر آيات القرآن فالمعلوم تزداد يوما فيوما وان رقى العلم وازدياده يرفع مستوى التفسير . فالمؤرخ الخبير يفسر ما في القرآن من التاريخ أحسن من الفقيه ، الذي لا يعرف التاريخ والأيام والواقع . وان الطبيب الحاذق أقدر على شرح ما في القرآن من مسائل الطبيعة ، وكلنا يعلم أن العلوم لا تزال في ازدهار وانتشار . وما دام العلم في تطور فلكل عالم أن يقول على قدر علمه ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها . فقد قال القاضي شمس الدين الخويي : أما القرآن فتفسيره على وجه القطع ، لا يعلم إلا بأن يسمع من الرسول ، عليه السلام ، وذلك متعذر إلا في آيات قلائل . فالعلم بالمراد يستنبط بأمارات ودلائل ، والحكمة فيه أن الله تعالى أراد أن يتفكر عباده في كتابه ، فلم يأمر نبيه بالتنصيص على المراد ، وإنما هو عليه السلام ، صوب رأي جماعة من المفسرين ، فصار ذلك دليلا
نام کتاب : تفسير مجاهد نویسنده : مجاهد بن جبر جلد : 1 صفحه : 17