نام کتاب : تفسير آيات من القرآن الكريم نویسنده : محمد بن عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 15
هل يجتمع في قلب عبد التصديق بهذه الأبيات والتصديق بقوله : * ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ) * وقوله : ' يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاً ' ؟ لا والله ، لا والله ؛ لا والله إلا كما يجتمع في قلبه أن موسى صادق ، وأن فرعون صادق وأن محمداً صادق على الحق وأن أبا جهل صادق على الحق . لا والله ما استويا ولن يتلاقيا حتى تشيب مفارق الغربان . فمن عرف هذه المسألة وعرف البردة ، ومن فتن بها عرف غربة الإسلام ، وعرف أن العداوة واستحلال دمائنا وأموالنا ونسائنا ، ليس عند التكفير والقتال ، بل هم الذين بدءونا بالتكفير والقتال ، بل عند قوله : * ( لا تدعوا مع الله أحدا ) * وعند قوله : * ( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ) * وقوله : * ( له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء ) * فهذا بعض المعاني في قوله : * ( مالك يوم الدين ) * بإجماع المفسرين كلهم ، وقد فسرها الله سبحانه في سورة * ( إذا السماء انفطرت ) * كما قدمت لك . واعلم أرشدك الله أن الحق لا يتبين إلا بالباطل كما قيل : * وبضدها تتبين الأشياء * فتأمل ما ذكرت لك ساعة بعد ساعة ، ويوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر ،
نام کتاب : تفسير آيات من القرآن الكريم نویسنده : محمد بن عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 15