نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني جلد : 1 صفحه : 46
* ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ( 6 ) ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ( 7 ) ) * * فكفر الإنكار هو أن لا يعرف الله أصلا ، أو لا يعترف به . وكفر الجحد : هو أن يعرف الله تعالى ، ولكن يجحده ، ككفر إبليس . وكفر العناد : هو أن يعرف الله تعالى بقلبه ، ويعترف بلسانه ، ولكن لا يتدين به ولا يتخذه دينا ، ككفر أبي طالب ؛ فإنه عرف الله ورسوله بقلبه وأقر بلسانه حتى قال : ( ولقد علمت بأن دين محمد * من خير أديان البرية دينا ) ( لولا الملامة أو حذار مسبة * لوجدتني سمحا بذاك مبينا ) وأما كفر النفاق : أن يعترف باللسان ولا يعتقد بالقلب ؛ فهذه أنواع الكفر ؛ فمن لقى الله تعالى بنوع منها لم يعف . قوله تعالى : * ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) * ( سواء عليهم ) أي : مستو عليهم . ( أأنذرتهم أم لم تنذرهم ) أي : خوفتهم أم لم تخوفهم . والإنذار : تخويف مع الإعلام . وقيل : هو أشد التخويف . يعني : سواء خوفتهم أم لم تخوفهم لا يؤمنون . وردت هذه الآية في قوم بأعيانهم علم الله تعالى أنهم لا يؤمنون . قوله تعالى : * ( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم ) ذكر في الآية الأولى أنهم لا يؤمنون ، وذكر في هذه الآية علته ، فقال : * ( ختم الله على قلوبهم ) والختم : هو الطبع ، وحقيقته : الاستيثاق من الشيء ؛ كيلا يدخله ما هو خارج منه ، ولا يخرج عنه ما هو داخل فيه ، ومنه الختم على الباب . فقوله : * ( ختم الله على قلوبهم ) ذكر ابن كيسان أقوالا في معناه : أحدها : أي : جازاهم على كفرهم بأن أختم على قلوبهم .
نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني جلد : 1 صفحه : 46