نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني جلد : 1 صفحه : 38
( اهدنا الصراط المستقيم ( 6 ) ) * * قوله : ( اهدنا الصراط المستقيم ) يعنى : أرشدنا ، وثبتنا . والهداية في القرآن على معان ، فتكون الهداية بمعنى الإلهام ، وتكون بمعنى الإرشاد ، وتكون بمعنى البيان ، وتكون بمعنى الدعاء . أما الإلهام ، قال الله تعالى : * ( ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) أي : ألهم . وأما الإرشاد ، قوله تعالى : * ( واهدنا إلى سواء الصراط ) . وأما البيان قوله : * ( وأما ثمود فهديناهم ) أي : بينا لهم . وأما الدعاء ، مثل قوله تعالى : * ( ولكل قوم هاد ) أي : داع فهو بمعنى الاسترشاد هاهنا . فإن قال قائل : أي معنى للاسترشاد ، وكل مؤمن مهتد ، فما معنى قوله * ( اهدنا ) ؟ قلنا : هذا سؤال من يقول بتناهي الألطاف من الله تعالى . ومذهب أهل السنة أن الألطاف والهدايات من الله تعالى لا تتناهى ، فيكون ذلك بمعنى طلب مزيد الهداية ، ويكون بمعنى سؤال للتثبيت ، اهدنا بمعنى ثبتنا ، كما يقال للقائم : ' قم حتى أعود إليك ' . أي : أثبت قائما . وأما * ( الصراط المستقيم ) قال علي ، وابن مسعود : هو الإسلام . وقال جابر : هو القرآن وأصله في اللغة : هو الطريق الواضح ، والإسلام طريق واضح ، والقرآن طريق واضح .
نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني جلد : 1 صفحه : 38