نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 96
قال بعضهم : المحبة هي موافقة القلوب عند بروز لطائف الجمال . قال أبو يزيد : أحببت الله تعالى حتى أبغضت نفسي ، وأبغضت الدنيا حتى أحببت طاعة الله تعالى ، وتركت ما دون الله تعالى حتى وصلت إلى الله تعالى ، واخترت الخالق على المخلوق ، فاشتغل بخدمتي كل مخلوق . سئل الأنطاكي ما علامة المحبة ؟ فقال : أن يكون قليل العبارة دائم التفكر ، كثير الخلوة ، ظاهر الصمت ، لا يبصر إذا نظر ولا يسمع إذا نودي ، ولا يحزن إذا أصيب ولا يفرح إذا أصاب ولا يخشى أحداً ولا يرجوه . سئل يحيى بن معاذ عن حقيقة المحبة فقال : الذي لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفوة . قال سهل بن عبد الله : محب الله تعالى على الحقيقة من يكون اقتداؤه في أحواله وأفعاله وأقواله بالنبي صلى الله عليه وسلم . قال جعفر رحمه الله في قوله تعالى : * ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) * قيد أسرار الصديقين بمتابعة نبيه صلى الله عليه وسلم لكي يعلموا أنهم وإن علت أحوالهم وارتفعت مراتبهم لا يقدرون مجاورته ولا اللحوق به . قال ابن عطاء في هذه الآية : أمر بطلب نور الأدنى من عمى عن نور الأعلى . قال أبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله : لا وصول إلى النور الأعلى لمن لا يستدل عليه بالنور الأدنى ، ومن لم يجعل السبيل إلى النور الأعلى التمسك بآداب صاحب النور الأدنى ومتابعته صلى الله عليه وسلم فقد عمي عن النورين جميعاً فألبس ثوب الاغترار . قال أبو عثمان في قوله تعالى : * ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني ) * قال : صدقوا محبتكم إياي بمتابعة حبيبي ، فإنه لا وصول إلى محبتي إلا بتقديم محبته ، واتباعه على طريقته ، فإن طريقته هي الطريقة المثلى والوصلة إلى الحبيب الأعلى .
نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 96