نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 92
سئل جعفر عن حقيقة هذه الشهادة ما هي ؟ قال : هي مبنية على أربعة أركان : أولها اتباع الأمر ، والثاني اجتناب النهي ، والثالث القناعة ، والرابع الرضا . قال ابن عطاء : إن الله شهد لنفسه بالفردانية والصمدية والأبدية ثم خلق الخلق فشغلهم بعبادة هذه الكلمة فلا يطيقون حقيقة عبادتها ، لأن شهادته لنفسه حق ، وشهادتهم له بذلك رسم ، وأنى يستوي الحق مع الرسم . قال أبو عبد الله القرشي في قوله تعالى : * ( شهد الله أنه لا إله إلا هو ) * فقال : هو تعليم منه ولطف وإرشاد بعباده إلى أن تشهدوا له بذلك ، ولو لم يعلمهم ذلك ولم يرشدهم لهلكوا كما هلك إبليس عند المعارضة . قال المزني : دخل أبو منصور مكة فسئل عن شهادة الذر للحق بالوحدانية وعن التوحيد ، فقال : هذا يليق به من حيث رضى به نعتاً وأمراً ، ولا يليق به وصفاً ولا حقيقة كما رضي بشكرنا لنعمه ، وأنى يليق شكرنا بنعمه . قال : وما دمت تشير فلست بموحد حتى يستولي الحق على إشارتك بإخفائها عنك فلا تبقى مشيراً ، وفي إشارة قوله تعالى : * ( العزيز الحكيم ) * قال : العزيز : الممتنع عن أن تلحقه توحيد موحد ، أو صفة التوحيد من حيث التوحيد ما شهد به الحق لنفسه قبل الأكوان . وقال بعضهم : شهادة الله تعالى لنفسه بما شهد به شهادة صدق ولا تقبل الشهادة إلا من الصادقين ، فظهر بهذا أنه لا يصح إلا للصادقين دون غيرهم من الخلق . قال الحسين في قوله : * ( شهد الله أنه لا إله إلا هو ) * شهادته لنفسه أن لا صانع غيره ، آمن بنفسه قبل أن يؤمن به مما وصف من نفسه ، فهو المؤمن بغيبه الداعي إلى نفسه ، والملائكة مؤمنون به وبغيبه داعين إليه ، والمؤمنون يؤمنون به وبغيبه ، داعون إليه بكتبه
نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 92