نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 82
رحمه الله يقول : وسئل عن الفقير الصادق متى يكون مستوجباً لدخول الجنة قبل الأغنياء بخمس مائة عام ؟ قال : إذا كان الفقير معاملاً لله بقلبه موافقاً له في جميع أحواله منعاً وعطاءً ، يعد الفقر من الله نعمة عليه ، يخاف على زواله كما يخاف الغني على زوال غناه وكان صابراً محتسباً مسروراً باختيار الله له الفقر ، صائناً لدينه كاتماً لفقره يظهر الإياس من الناس ، مستغنياً بربه في فقره كما قال عز من قائل * ( للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله ) * الآية ، قال : إذا كان الفقير بهذه الصفة دخل الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام ، ويكفى في يوم القيامة مؤنة الموقف . وقيل في قوله : * ( للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله ) * قال : الذين وقفوا مع الله بهممهم ، فلم يرجعوا منه إلى غيره . قوله تعالى : * ( لا يستطيعون ضربا في الأرض ) * . لا يتحركون لطلب الأرزاق . وقال محمد بن الفضل في هذه الآية : تمنعهم علومهم عن رفع حوائجهم إلى مولاهم . قوله تعالى : * ( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ) * . قال ابن عطاء : يحسبهم الجاهل بحالهم أغنياء في الظاهر ، وهم أشد الناس افتقاراً إلى الله في الظاهر واستغناء به في الباطن . وقال أيضاً : سموا جهالاً لجهلهم بالفقر والغنا ، ولتوهمهم أن الفقر قلة الشيء
نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 82