نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 429
وهذا من تمام إخلاصه . قوله تعالى : * ( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا ) * [ الآية : 52 ] . قال ابن عطاء : وقربناه نجيا : خص الله سادات الأنبياء كل واحد منهم بخاصية فكانت خلافة لآدم * ( إني جاعل في الأرض خليفة ) * [ البقرة : 30 ] . والقربة لموسى بقوله : * ( وقربناه نجيا ) * ، والإمامة لإبراهيم بقوله : * ( إني جاعلك للناس إماما ) * [ البقرة : 124 ] ، والمحبة لمحمد صلى الله عليه وسلم بقوله : ' أنا سيد ولد آدم ) * بلا جهد ، ولا اكتساب إلا أن المحبة أوجبت له السيادة على الخلق أجمع والقسم بحياته بقوله : ' لعمرك يا محمد ' . وقال جعفر : للمقرب من الله ثلاث علامات إذا أفاده الله علما رزقه العمل به ، وإذا وفقه للعمل به أعطاه الإخلاص في عمله وإذا أقامه لصحبة المسلمين رزقه في قلبه حرمة لهم ويعلم أن حرمة المؤمن من حرمة الله تعالى . قال الجنيد رحمه الله في قوله : * ( وقربناه نجيا ) * . قال : جعلناه من العالمين بنا والمخبرين عنا بالصدق والحقيقة . وقال رويم : كشفنا عن سره ما كان مغطى عليه من أنواع القرب والزلف ، وأدنا له في الإخبار عنا . قوله تعالى : * ( واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد ) * [ الآية : 54 ] . قال ابن عطاء : وعد لأبيه من نفسه الصبر فوفى به وذلك في قوله : * ( ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) * [ الصافات : 102 ] . وقال الجنيد رحمه الله : لم يعد إسماعيل لله من نفسه شيئا إلا صدقه ، ووفى به وقام عند مراد الله فيه فسماه صادق الوعد . قال الحسين : الصادق هو المتكلف في حاله يجري بين استقامة وذلة ، والصديق هو المستقيم في جميع أحواله .
نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 429