responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الرازي نویسنده : فخر الدين الرازي    جلد : 1  صفحه : 271


ونصله جهنم ) * ( النساء : 115 ) ورابعها : قوله عليه الصلاة والسلام : " لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب " خامسها : قوله تعالى : * ( فاقرؤا ما تيسر من القرآن ) * ( المزمل : 20 ) وقوله : * ( فاقرؤا ) * أمر ، وظاهره الوجوب ، فكانت قراءة ما تيسر من القرآن واجبة ، وقراءة غير الفاتحة ليست واجبة فوجب أن تكون قراءة الفاتحة واجبة عملاً بظاهر الأمر ، وسادسها : أن قراءة الفاتحة أحوط فوجب المصير إليها ، لقوله عليه السلام : " دع ما يريبك " إلى ما لا يريبك وسابعها : أن الرسول عليه السلام واظب على قراءتها فوجب أن يكون العدول عنه محرماً لقوله تعالى : * ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره ) * ( النور : 63 ) وثامنها : أنه لا نزاع بين المسلمين أن قراءة الفاتحة في الصلاة أفضل وأكمل من قراءة غيرها ، إذا ثبت هذا فنقول : التكليف كان متوجهاً على العبد بإقامة الصلاة ، والأصل في الثابت البقاء حكمنا بالخروج عن هذه العهدة عند الإيتاء بالصلاة مؤداة بقراءة الفاتحة ، وقد دللنا على أن هذه الصلاة أفضل من الصلاة المؤداة بقراءة غير الفاتحة ولا يلزم من الخروج عن العهدة بالعمل الكامل الخروج عن العهدة بالعمل الناقص ، فعند إقامة الصلاة المشتملة على قراءة غير الفاتحة وجب البقاء في العهدة ، وتاسعها : أن المقصود من الصلاة حصول ذكر القلب ، لقوله تعالى : * ( وأقم الصلاة لذكري ) * ( طه : 14 ) وهذه السورة مع كونها مختصرة ، جامعة لمقامات الربوبية والعبودية والمقصود من جميع التكاليف حصول هذه المعارف ولهذا السبب جعل الله هذه السورة معادلة لكل القرآن في قوله : * ( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم ) * ( الحجر : 87 ) فوجب أن لا يقوم غيرها مقامها البتة . وعاشرها : أن هذا الخبر الذي رويناه يدل على أن عند فقدان الفاتحة لا تحصل الصلاة .
الفائدة الثالثة : أنه قال : " إذا قال العبد بسم الله الرحمن الرحيم يقول الله تعالى : " ذكرني عبدي " وفيه أحكام : أحدها : أنه تعالى قال : * ( فاذكروني أذكركم ) * ( البقرة : 152 ) فههنا لما أقدم العبد على ذكر الله لا جرم ذكره تعالى في ملأ خير من ملائه . وثانيها : أن هذا يدل على أن مقام الذكر مقام عالٍ شريف في العبودية ، لأنه وقع الابتداء به ، ومما يدل على كماله أنه تعالى أمر بالذكر فقال : * ( اذكروني أذكركم ) * ثم قال : * ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيرا ) * ( الأحزاب : 41 ) ثم قال : * ( الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ) * ( آل عمران : 191 ) ثم قال : * ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) * ( الأعراف : 201 ) فلم يبالغ في تقرير شيء من مقامات العبودية مثل ما بالغ في تقرير مقام الذكر . وثالثها : إن قوله : * ( ذكرني عبدي ) * يدل على أن قولنا : " الله " اسم علم لذاته المخصوصة ، إذ لو كان اسماً مشتقاً لكان مفهومه مفهوماً كلياً ، ولو كان كذلك لما صارت ذاته المخصوصة المعينة مذكورة بهذا اللفظ ، فظاهر أن لفظي الرحمن الرحيم لفظان كليان ،

نام کتاب : تفسير الرازي نویسنده : فخر الدين الرازي    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست