نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 206
حيث لا يبقى منه نسل ولا حسن ذكر وأما أنت فتبقى ذريتك وحسن صيتك وآثار فضلك إلى يوم القيامة لك في الآخرة ما لا يندرج تحت البيان وقيل نزلت في العاص بن وائل وأيا ما كان فلا ريب وفي عموم الحكم عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الكوثر سقاه الله تعالى من كل نهر في الجنة ويكتب له عشر حسنات بعدد كل قربان قربه العباد في يوم النحر سورة الكافرون مكية و آيها ست بسم الله الرحمن الرحيم « قل يا أيها الكافرون » هم كفرة مخصوصون قد علم الله تعالى أنه لا يتأتى منهم الإيمان أبدا روي أن رهصا من عتاة قريش قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم هلم فاتبع ديننا ونتبع دينك تعبد آلهتنا ونعبد إلهك سنة فقال معاذ الله أن أشرك بالله غيره فقالوا فاستلم بعض آلهتنا نصدقك ونعبد إلهك فنزلت فغدا إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش فقام على رؤوسهم فقرأها عليهم فأيسوا « لا أعبد ما تعبدون » أي فيما يستقبل لأن لا لا تدخل غالبا إلا على مضارع في الاستقبال كما أن ما لا تدخل إلا على مضارع في معنى الحال والمعنى لا أفعل في المستقبل ما تطلبونه مني من عبادة آلهتكم « ولا أنتم عابدون ما أعبد » أي و لا أنتم فاعلون فيه ما أطلب منكم من عبادة إلهي « ولا أنا عابد ما عبدتم » أي وما كنت قط عابدا فيما سلف ما عبدتم فيه أي لم يعهد مني عبادة صنم في الجاهلية فكيف ترجى مني في الإسلام « ولا أنتم عابدون ما أعبد » أي وما عبدتم في وقت من الأوقات ما أنا على عبادته وقيل هاتان الجملتان لنفي العبادة حالا كما أن الأولين لنفيها استقبالا وإنما لم يقل ما عبدت
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 206