responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود    جلد : 9  صفحه : 201


آبائك وعصمتكم وشرفكم في قديم الدهر لا تكلمني فيه ألهاك عنه ذود أخذت لك فقال عبد المطلب أنا رب الإبل وإن للبيت ربا يحميه ثم رجع وأتى باب الكعبة فأخذ بحلقته ومعه نفر من قريش يدعون الله عز وجل فالتفت وهو يدعو فإذا هو بطير من نحو اليمن فقال والله إنها لطير غريبة ما هي نجدية ولا تهامية فأرسل حلقة الباب ثم انطلق مع أصحابه ينتظرون ماذا يفعل أبرهة فأرسل الله تعالى عليهم الطير فكان ما كان وقيل كان أبرهة جد النجاشي الذي كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عائشة رضي الله عنها قالت رأيت قائد الفيل وسائسه أعميين مقعدين يستطعمان وقرئ ألم تر بسكون الراء للجد في إظهار أثر الجازم وقوله تعالى « ألم يجعل كيدهم في تضليل » الخ بيان إجمالي لما فعله الله تعالى بهم والهمزة للتقرير كما سبق ولذلك عطف على الجملة الاستفهامية ما بعدها كأنه قيل قد جعل كيدهم في تعطيل الكعبة وتخريبها في تضييع وإبطال بأن دمرهم أشنع تدمير « وأرسل عليهم طيرا أبابيل » أي طوائف وجماعات جمع إبالة وهي الحزمة الكبيرة شبهت بها الجماعة من الطير في تضامها وقيل أبابيل مثل عبابيد وشماطيط لا واحد لها « ترميهم بحجارة » صفة لطير وقرئ يرميهم بالتذكير لأن الطير اسم جمع تأنيثه باعتبار المعنى « من سجيل » من طين متحجر معرب سنك كل وقيل كأنه علم للديوان الذي كتب فيه عذاب الكفار كما أن سجينا علم للديوان الذي يكتب فيه أعمالهم كأنه قيل بحجارة من جملة العذاب المكتوب المدون واشتقاقه من الإسجال وهو الإرسال « فجعلهم كعصف مأكول » كورق زرع فيه الأكال وهو أن يأكله الدود أو أكل حبه فبقي صفرا منه أو كتبن أكلته الدواب وراثته أشير إليه بأول أحواله عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الفيل أعفاه الله تعالى أيام حياته من الخسف والمسخ والله أعلم

نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود    جلد : 9  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست