نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 168
وسيجنبها أي سيبعد عنها إلا تقى المبالغ في اتقاء الكفر والمعاصي فلا يحوم حولها فضلا عن دخولها أو صليها الأبدي وأما من دونه ممن يتقي الكفر دون المعاصي فلا يبعد عنها هذا التبعيد وذلك لا يستلزم صليها بالمعنى المذكور فلا يقدح في الحصر السابق الذي يؤتي ماله يعطيه ويصرفه في وجوه البر والحسنات وقوله تعالى يتزكى اما بدل من يؤتي داخل في حكم الصلة لا محل له أو في حيز النصب على أنه حال من ضمير يؤتى أي يطلب أن يكون عند الله تعالى زاكيا ناميا لا يريدون به رياء ولا سمعة وما لأحد عنده من نعمة تجزى استئناف مقرر لكون إيتائه للتزكي خالصا لوجه الله تعالى أي ليس لأحد عنده نعمة من شأنها ان تجزى وتكافأ فيقصد بايتاء ما يؤتى مجازاتها وقوله تعالى الا ابتغاء وجه ربه الأعلى استثناء منقطع من نعمة وقرئ بالرفع على البدل من محل نعمة فإنه الرفع اما على الفاعلية أو على الابتداء ومن مزيدة ويجوز ان يكون مفعولا له لأن المعنى لا يؤتى ماله الا ابتغاء وجه ربه لا لمكافأة نعمة والآيات نزلت في حق أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين اشترى بلالا في جماعة كان يؤذيهم المشركون فأعتقهم ولذلك قالوا المراد بالأشقى أو جهل أو أمية بن خلف وقد روي عطاء والضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه عذب المشركون بلالا وبلال يقول أحد أحد فمر به النبي عليه الصلاة والسلام فقال أحد يعني الله تعالى ينجيك ثم قال لأبي بكر رضي الله عنه ان بلالا يعذب في الله فعرف مراده عليه الصلاة والسلام فانصرف إلى منزله فأخذ رطلا من ذهب ومضى به إلى أمية بن خلف فقال له أتبيعني بلالا قال نعم فاشتراه فأعتقه فقال المشركون ما أعتقه أبو بكر الا ليد كانت له عنده فنزلت وقوله تعالى ولسوف يرضى جواب قسم مضمر أي وبالله لسوف يرضى وهو وعد كريم بنيل جميع ما يبتغيه على أكمل الوجوه وأجملها إذ به يتحقق الرضا وقرئ يرضى مبنيا للمفعول من الارضاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الليل أعطاه الله تعالى حتى يرضى وعافاه من العسر ويسر له اليسر
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 168