نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 139
وقوله تعالى هل أتاك حديث الجنود استئناف مقرر لشدة بطشه تعالى بالظلمة العصاة والكفرة والعتاة وكونه فعالا لما يريد متضمن لتسليته عليه الصلاة والسلام بالاشعار بأنه سيصيب قومه ما أصاب الجنود فرعون وثمود بدل من الجنود لأن المراد بفرعون هو وقومه والمراد بحديثهم ما صدر عنهم من التمادي في الكفر والضلال وما حل بهم من العذاب والنكال والمعنى قد أتاك حديثهم وعرفت ما فعلوا وما فعل بهم فذكر قومك بشؤون الله تعالى وأنذرهم ان يصبهم مثل ما أصاب أمثالهم وقوله تعالى بل الذين كفروا في تكذيب اضراب عن مماثلتهم لهم وبيان لكونهم أشد منهم في الكفر والطغيان كأنه قيل ليسوا مثلهم في ذلك بل هم أشد منهم في استحقاق العذاب واستيجاب العقاب فإنهم مستقرون في تكذيب شديد للقرآن الكريم أو قيل ليست جنايتهم مجرد عدم التذكر والاتعاظ بما سمعوا من حديثهم بل هم مع ذلك في تكذيب شديد للقرآن الناطق بذلك لكن لا أنهم يكذبون بوقوع الحادثة بل بكون ما نطق به قرآنا من عند الله تعالى مع وضوح أمره وظهور حاله بالبيانات الباهرة والله من ورائهم محيط تمثيل لعدم نجاتهم من بأس الله تعالى بعدم فوت المحاط المحيط وقوله تعالى بل هو قرآن مجيد رد لكفرهم وابطال لتكذيبهم وتحقيق للحق أي ليس الأمر كما قالوا بل هو كتاب شريف عالي الطبقة فيما بين الكتب الإلهية في النظم والمعنى وقرئ قرآن مجيد بالإضافة أي قرآن رب مجيد في لوح محفوظ أي من التحريف ووصول الشياطين اليه وقرئ محفوظ بالرفع على أنه صفة قرآن وقرئ في لوح وهو الهواء أي ما فوق السماء السابعة الذي فيه اللوح عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة البروج أعطاه الله تعالى بعدد كل جمعة وعرفة تكون في الدنيا عشر حسنات
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 139