نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 124
بسم الله الرحمن الرحيم ويل للمطففين قبل الويل شدة الشر وقيل العذاب الأليم وقيل هو واد في جهنم يهوى فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره وقيل وقيل وأيا ما كان فهو مبتدأ وإن كان نكرة لوقوعه في موقع الدعاء والتطفيف البخس في الكيل والوزن لأن ما يبخس شيء طفيف حقير وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وكان أهلها من أخبث الناس كيلا فنزلت فأحسنوا الكيل وقيل قدمها عليه الصلاة والسلام وبها رجل يعرف بأبي جهينة ومعه صاعان يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر وقيل كان أهل المدينة تجارا يطففون وكانت بياعاتهم المنابذة والملامسة والمخاطرة فنزلت فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها عليهم وقال خمس بخمس ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر وما ظهرت فيهم الموت ولا طففوا الكيل إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر وقوله تعالى الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون الخ صفة كاشفة للمطففين شارحة لكيفية تطفيفهم الذين استحقوا به الذم والدعاء بالويل أي إذا اكتالوا من الناس مكيلهم بحكم الشراء ونحوه يأخذونه وافيا وافرا وتبديل كلمة على بمن لتضمين الاكتيال معنى الاستيلاء أو للإشارة إلى أنه اكتيال مضربهم لكن لا على اعتبار الضرر في حيز الشرط الذي يتضمنه كلمة إذا لإخلاله بالمعنى بل في نفس الأمر بموجب الجواب فإن المراد بالاستيفاء ليس أخذ الحق وافيا من غير نقص بل مجرد الأخذ الوافي الوافر حسبما أرادوا بأي وجه تيسر من وجوه الحيل وكانوا يفعلونه بكبس المكيل وتحريك المكيال واحتيال في ملئه وأما ما قيل من أن ذلك للدلالة على أن اكتيالهم لما لهم على الناس فمع اقتضائه لعدم شمول الحكم لاكتيالهم قبل ان يكون لهم على الناس شئ بطريق الشراء ونحوه مع أنه الشائع فيما بينهم يقتضى أن يكون معنى الاستيفاء أخذ ما لهم عليهم وافيا من غير نقص إذ هو المتبادر منه عند الإطلاق في معرض الحق فلا يكون مدارا لذمهم والدعاء عليهم وحمل ما لهم عليهم على معنى ما سيكون
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 124