نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 107
سورة عبس مكية وآياتها اثنان وأربعون بسم الله الرحمن الرحيم عبس وتولى أن جاءه الأعمى روي أن ابن أم مكتوم واسمه عبد الله بن شريح بن مالك بن أبي ربيعة الفهري وأم مكتوم اسم أم أبيه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده صناديد قريش عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب وأمية بن خلف والوليد بن المغيرة يدعوهم إلى الاسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم فقال له يا رسول الله أقرئني وعلمني مما علمك الله تعالى وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغله عليه الصلاة والسلام بالقوم فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعه لكلامه وعبس اعرض عنه فنزلت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمه ويقول إذا رآه مرحبا بمن عاتبني فيه ربي ويقول له هل لك من حاجة واستخلفه على المدينة مرتين وقرئ عبس بالتشديد للمبالغة وأن جاءه علة لتولي أو عبس على اختلاف الرأيين أي لأن جاءه الأعمى والتعرض لعنوان عماه اما لتمهيد عذره في الاقدام على قطع كلامه عليه الصلاة والسلام بالقوم والايذان باستحقاقه بالرفق والرأفة وما لزيادة الانكار كأنه قيل تولى لكونه أعمى كما أن الالتفات في قوله تعالى وما يدريك لذلك فان المشافهة أدخل في تشديد العتاب أي وأي شيء يجعلك داريا بحاله حتى تعرض عنه وقوله تعالى لعله يزكى استئناف وارد لبيان ما يلوح به ما قبله فإنه مع اشعاره بأن له شأنا منافيا للاعراض عنه خارجا عن دراية الغير وإدرائه مؤذن بأنه تعالى يدريه ذلك أي لعله يتطهر بما يقتبس منك من أوضار الأوزار بالكلية وكلمة لعل مع تحقق التزكي واردة على سنن الكبرياء أو على اعتبار معنى الترجي بالنسبة اليه عليه الصلاة والسلام للتنبيه على أن الاعراض عنه عند كونه مرجو التزكي مما لا يجوز فكيف إذا كان مقطوعا بالتزكي كما في قولك لعلك ستندم على ما فعلت وفيه إشارة إلى أن من تصدى لتزكيتهم من الكفرة لا يرجى منهم التزكي والتذكر أصلا
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 107