نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 8 صفحه : 7
فإِنْ أعرضُوا متصلٌ بقولِه تعالَى : قُلْ أئنكم الخ أي فإنْ أعرضُوا عن التدبرِ فيما ذُكِرَ من عظائمِ الأمورِ الداعيةِ إلى الإيمانِ أو عن الإيمانِ بعد هذا البيانِ فقُل لهم أنذرتُكم أي أنذركُم وصيغةُ الماضِي للدلالةِ على تحقيقِ الإندارِ المنبىءِ عن تحقيقِ المنذَرِ به صاعقةً أي عذاباً هائلاً شديدَ الوقع كأنه صاعقةٌ مثلَ صاعقةِ عادٍ وثمود وقُرِىءَ صعقةً مثلَ صعقةِ عادٍ وثمودٍ وهي المرةُ من الصعْقِ أو الصَّعَقُ يقالَ صعقتْهُ الصاعقةُ صعْقاً فصَعِقَ صعْقاً وهو من باب فعلته فَفَعِلَ إذْ جَاءتُهم الرُّسلُ حَالٌ منْ صَاعقةِ عادٍ ولا سَدادَ لجعلِه ظرفاً لأنذرتكُم أو صفةً لصاعقةً لفسادِ المَعنْى وأما جعلُه صفةً لصاعقةِ عادٍ أي الكائنةِ إذْ جاءتهُم ففيهِ حذفُ الموصولِ مع بعضِ صلتِه من بين أيديهم ومن خلفهم متعلقٌ بجاءتْهم أي من جميعِ جوانبِهم واجتهدُوا بهم من كلِّ جهةٍ أو من جهةِ الزمانِ الماضِي بالإنذارِ عما جَرى فيهِ على الكفارِ ومن جهةِ المستقبل بالتحذيرِ عما سيحيقُ بهم من عذابِ الدُّنيا وعذابِ الآخرةِ وقيلَ المَعْنى جاءتْهم الرسلُ المتقدمونَ وَالمتأخرونَ على تنزيلِ مجيءِ كلامِهم ودعوتِهم إلى الحقِّ منزلةَ مجيءِ أنفسِهم فإنَّ هُوداً وصَالحاً كانا داعيينِ لهُم إلى الإيمانِ بهما ويجميعِ الرسلِ ممن جاءَ من بينِ أيديِهم أي من قبلِهم وممن يجيءُ من خلفِهم أي من بعدِهم فكأنَّ الرسلَ قد جاءُوهم وخاطبُوهم بقولِه تعالى : ألاَّ تعبدُوا إلا الله أي بأنْ لا تعبدُوا على أَنَّ أنْ مصدريةٌ أو أن لا تعبدُوا على أنَّها مفسرةٌ قالوا لو شآء ربنا أي إرسالَ الرسلِ
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 8 صفحه : 7