نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 8 صفحه : 35
لأنها تسوء من نزلت به « فمن عفا » عن المسىء إليه « وأصلح » بينه وبين من يعاديه بالعفو والإغضاء كما في قوله تعالى فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم « فأجره على الله » عدة مبهمة منبئة عن عظم شأن الموعود وخروجه عن الحد المعهود « إنه لا يحب الظالمين » البادئين بالسيئة والمعتدين في الانتقام « ولمن انتصر بعد ظلمه » أي بعد ما ظلم وقد قرىء به « فأولئك » إشارة إلى من باعتبار المعنى كما ان الضميرين لها باعتبار اللفظ « ما عليهم من سبيل » بالمعاتبة أو المعاقبة « إنما السبيل على الذين يظلمون الناس » يبتدئونهم بالإضرار أو يعتدون في الانتقام « ويبغون في الأرض بغير الحق » أي يتكبرون فيها تجبرا وفسادا « أولئك » الموصوفون بما ذكر من الظلم والبغي بغير الحق « لهم عذاب أليم » بسبب ظلمهم وبغيهم « ولمن صبر » على الأذى « وغفر » لمن ظلمه ولم ينتصر وفوض أمره إلى الله تعالى « إن في ذلك » الذي ذكر من الصبر والمغفرة « لمن عزم الأمور » أي إن ذلك منه فحذف ثقة بغاية ظهوره كما في قولهم السمن منوان بدرهم وهذا في المواد التي لا يؤدى العفو إلى الشر كما أشير إليه « ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده » من ناصر يتولاه من بعد خذلانه تعالى إياه « وترى الظالمين لما رأوا العذاب » أي حين يرونه وصيغة الماضي للدلالة على التحقق يعقلون « هل إلى مرد » أي إلى رجعة إلى الدنيا « من سبيل » حتى نؤمن ونعمل صالحا « وتراهم يعرضون عليها » أي على النار المدلول عليها بالعذاب والخطاب في الموضعين لكل من يتأتي منه الرؤية « خاشعين من الذل » متذللين متضائلين مما دهاهم « ينظرون من طرف خفي » أي يبتدئ نظرهم إلى النار من تحريك لأجفانهم ضعيف كالمصبور ينظر إلى السيف « وقال الذين آمنوا إن الخاسرين » أي المتصفين بحقيقة الخسران « الذين خسروا أنفسهم وأهليهم » بالتعريض للعذاب الخالد « يوم القيامة » أما ظرف لخسروا فالقول في
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 8 صفحه : 35