responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود    جلد : 8  صفحه : 269


عن علي رضى الله عنه أن التوبة يجمعها ستة أشياء على الماضي من الذنوب الندامة وللفرائض الإعادة ورد المظالم واستحلال الخصوم وأن تعزم على أن لا تعود وأن تذيب نفسك في طاعة الله تعالى كما ربيتها في المعصية وأن تذيقها مرارة الطاعة كما أذقتها حلاوة المعصية وعن شهر بن حوشب أن لا يعود ولو حز بالسيف وأحرق بالنار وقيل نصوحا من نصاحة الثوب أي توبة ترفو خروقك في دينك وترم خللك وقيل خالصة من قولهم عسل ناصح إذا خلص من الشمع ويجوز أن يراد توبة تنصح الناس أي تدعوهم إلى مثلها لظهور أثرها في صاحبها واستعماله الجد والعزيمة في العمل بمقتضياتها وقرئ توبا نصوحا وقرئ نصوحا وهو مصدر نصح فإن النصح والنصوح كالشكر والشكور أي ذات النصح أو تنصح نصوحا أو توبوا لنصح أنفسكم على أنه مفعول له « عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار » ورود صيغة الأطماع للجرى على سنن الكبرياء والإشعار بأنه تفضل والتوبة غير موجبة له وأن العبد ينبغي أن يكون بين خوف ورجاء وإن بالغ في إقامة وظائف العبادة « يوم لا يخزي الله النبي » ظرف ليدخلكم « والذين آمنوا معه » عطف على النبي وفيه تعريض بمن أخزاهم الله تعالى من أهل الكفر والفسوق واستحماد إلى المؤمنين على انه عصمهم من مثل حالهم وقيل هو مبتدأ خبره قوله تعالى « نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم » أي عل الصراط وهو على الأول استئناف أو حال وكذا قوله تعالى « يقولون » الخ وعلي الثاني خبر آخر للموصول أي يقولون إذا طفىء نور المنافقين « ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير » وقيل يدعون تقربا إلى الله مع تمام نورهم وقيل تفاوت أنوارهم بحسب أعمالهم فيسألون إتمامه تفضلا وقيل السابقون إلى الجنة يمرون مثل البرق على الصراط وبعضهم كالريح وبعضهم حبوا وزحفا وأولئك الذين يقولون ربنا أتمم لنا نورنا « يا أيها النبي جاهد الكفار » بالسيف « والمنافقين » بالحجة « واغلظ عليهم » واستعمل الخشونة على الفريقين فيما تجاهدهما من القتال والمحاجة « ومأواهم جهنم » سيرون فيها عذابا غليظا « وبئس المصير » أي جهنم أو مصيرهم « ضرب الله مثلا للذين كفروا » ضرب المثل في أمثال هذه المواقع عبارة عن إيراد حالة غريبة ليعرف بها حالة أخرى مشاكلة في الغرابة اى جعل الله مثلا لحال هؤلاء الكفرة حالا ومآلا على ان مثلا مفعول ثان لضرب واللام متعلقة به وقوله تعالى « امرأة نوح وامرأة لوط » أي حالهما مفعولة الأول أخر عنه ليتصل به ما هو شرح وتفصيل لحالهما ويتضح بذلك حال هؤلاء فقوله تعالى « كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين » بيان لحالهما الداعية لها إلى الخير والصلاح أي كانتا في عصمة نبيين عظيمي الشأن متمكنين من تحصيل خيري الدنيا والآخرة وحيازه سعادتيهما وقوله تعالى « فخانتاهما »

نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود    جلد : 8  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست