responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود    جلد : 8  صفحه : 118


بعض من وراء هذه وبعض من وراء تلك فأسند فعل الأبعاض إلى الكل وقد جوز أن يكونوا قد نادوه من وراء الحجرة التي كان عليه الصلاة والسلام فيها ولكنها جمعت إجلال له عليه الصلاة والسلام وقيل إن الذي ناداه عيينة بن حصن الفزاري والأقرع بن حابس وفدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعين رجلا من بنى تميم وقت الظهيرة وهو راقد فقالا يا محمد أخرج إلينا وإنما أسند النداء إلى الكل لأنهم رضوا بذلك أو أمروا به لأنه وجد فيما بينهم « أكثرهم لا يعقلون » إذ لو كان لهم عقل لما تجاسروا على هذه المرتبة من سوء الأدب « ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم » أي ولو تحقق صبرهم وانتظارهم حتى تخرج إليهم فإن أن وإن دلت بما في حيزها على المصدر لكنها تفيد بنفسها التحقق والثبوت الفرق البين بين قولك بلغني قيامك وبلغني أنك قائم وحتى تفيد أن الصبر ينبغي أن يكون مغيا بخروجه عليه الصلاة والسلام فإنها مختصة بما هو غاية للشئ في نفسه ولذلك تقول أكلت السمكة حتى رأسها ولا تقول حتى نصفها أو ثلثها بخلاف إلى فإنها عامة وفى إليهم إشعار بأنه لو خرج لا لأجلهم ينبغي أن يصبروا حتى يفاتحهم بالكلام أو يتوجه إليهم « لكان » أي الصبر المذكور « خيرا لهم » من الاستعجال لما فيه من رعاية حسن الأدب وتعظيم الرسول الموجبين للثناء والثواب والإسعاف بالمسؤل إذ روى أنهم وفدوا شافعين في أسارى بنى العنبر فأطلق النصف وفادى النصف « والله غفور رحيم » بليغ المغفرة والرحمة واسعهما فلن يضيق ساحتهما عن هؤلاء إن تابوا وأصلحوا « يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا » أي فتعرفوا وتفحصوا روى أنه عليه الصلاة والسلام بعث الوليد ابن عقبة أخا عثمان رضى الله عنه لأمه مصدقا إلى بنى المصطلق وكان بينه وبينهم أحنة فلما سمعوا به استقبلوه فحسب أنهم مقاتلوه فرجع وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم قد ارتدوا ومنعوا الزكاة فهم عليه الصلاة والسلام بقتالهم فنزلت وقيل بعث إليهم خالد بن الوليد فوجدهم منادين بالصلاة متهجدين فسلموا إليه الصدقات فرجع وفى ترتيب الأمر بالتبين على فسق المخبر إشارة إلى قبول خبر الواحد العدل في بعض المواد وقرئ فتثبتوا أي توقفوا إلى أن يتبين لكم الحال « أن تصيبوا » حذارا أن تصيبوا « قوما بجهالة » ملتبسين بجهالة حالهم « فتصبحوا » بعد ظهور براءتهم عما أسند إليهم « على ما فعلتم » في حقهم « نادمين » مغتمين غما لازما متمنين أنه لم يقع فإن تركيب هذه الأحرف الثلاثة يدور مع الدوام « واعلموا

نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود    جلد : 8  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست