نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 7 صفحه : 249
معا أي أأنت مالك امر الناس فمن حق عليه كلمة العذاب فأنت تنقذه ثم كررت الهمزة في الجزاء لتأكيد الانكار وتذكيره لما طال الكلام ثم وضع موضع الضمير من في النار لمزيد تشديد الانكار والاستبعاد والتنبيه على ان المحكوم عليه بالعذاب بمنزلة الواقع في النار وان اجتهاده صلى الله عليه وسلم في دعائهم إلى الايمان سعى في إنقاذهم من النار ويجوز ان يكون الجزاء محذوفا وقوله تعالى أفأنت الخ جملة مستقلة مسوقة لتقرير مضمون الجملة السابقة وتعيين ما حذف منها وتشديد الانكار بتنزيل من استحق العذاب منزلة من دخل النار وتصوير الاجتهاد في دعائه إلى الايمان بصورة الانقاذ من النار كأنه قيل أولا أفمن حق عليه العذاب فأنت تخلصه منه ثم شدد النكير فقيل أفأنت تنقذ من في النار وفيه تلويح بأنه تعالى هو الذي يقدر على الانقاذ لا غيره وحيث كان المراد بمن في النار الذين قيل في حقهم لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل استدرك منهم بقوله تعالى « لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف » وهم الذين خوطبوا بقوله تعالى يا عباد فاتقون ووصفوا بما عدد من الصفات الفاضلة وهم المخاطبون أيضا فيما سبق بقوله تعالى يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم الآية وبين ان لهم درجات عالية في جنات النعيم بمقابلة ما للكفرة من دركات سافلة في الجحيم أي لهم علالي بعضها فوق بعض « مبنية » بناء المنازل المبنية المؤسسة على الأرض في الرصانة والاحكام « تجري من تحتها » من تحت تلك الغرف « الأنهار » من غير تفاوت بين العلو والسفل « وعد الله » مصدر مؤكد لقوله تعالى لهم غرف الخ فإنه وعد واي وعد « لا يخلف الله الميعاد » لاستحالته عليه سبحانه « ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء » استئناف وارد اما لتمثيل الحياة الدنيا في سرعة الزوال وقرب الاضمحلال بما ذكر من أحوال الزرع ترغيبا عن زخارفها وزينتها وتحذيرا من الاغترار بزهرتها كما في نظائر قوله تعالى انما مثل الحياة الدنيا الآية أو للاستشهاد على تحقق الموعود من الأنهار الجارية من تحت الغرف بما يشاهد من انزال الماء من السماء وما يترتب عليه من آثار قدرته تعالى واحكام حكمته ورحمته والمراد بالماء المطر وقيل كل ماء في الأرض فهو من السماء ينزل منها إلى الصخرة ثم يقسمه الله تعالى بين البقاع « فسلكه » فأدخله ونظمه « ينابيع في الأرض » أي عيونا ومجاري كالعروق في الأجساد وقيل مياها نابعة فيها فإن الينبوع يطلق على المنبع والنابع فنصبها على الحال وعلى الأول بنزع الجار أي في ينابيع « ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه » أصنافه من بر وشعير وغيرهما أو كيفاته من الألوان والطعوم وغيرهما وكلمة ثم للتراخي في الرتبة أو الزمان وصيغة المضارع لاستحضار
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 7 صفحه : 249