responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود    جلد : 7  صفحه : 200


به لاستحالة التخلف والتأخر بعد البشارة كما مر في قوله تعالى فلما رأينه أكبرنه وفي قوله تعالى فلما رآه مستقرا عنده أي فوهبناه له فنشأ فلما بلغ رتبة ان يسعى معي في اشغاله وحوائجه ومعه متعلق بمحذوف ينبئ عنه السعي لا بنفسه لأن صلة المصدر لا تتقدمه ولا يبلغ لأن بلوغهما لم يكن معا كأنه لما ذكر السعي قيل مع من فقيل معه وتخصيصه لأن الأب أكمل في الرفق والاستصلاح فلا يستسعيه قبل أوانه أو لأنه استوهبه لذلك وكان له يومئذ ثلاث عشرة سنة « قال » أي إبراهيم عليه السلام « يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك » أي أرى هذه الصورة بعينها أو ما هذه عبارته وتأويله وقيل إنه رأى ليلة التروية كأن قائلا يقول له إن الله يأمرك بذبح ابنك هذا فلما أصبح روى في ذلك من الصباح إلى الرواح أمن الله هذا الحلم أم من الشيطان فمن ثمة سمى يوم التروية فلما امسى رأى مثل ذلك فعرف انه من الله تعالى فمن ثمة سمى يوم عرفة ثم رأى مثله في الليلة الثالثة فهم بنحره فسمى اليوم يوم النحر وقيل إن الملائكة حين بشرته بغلام حليم قال إذن هو ذبيح الله فلما ولد وبلغ حد السعي معه قيل له أوف بنذرك والأظهر الأشهر ان المخاطب إسماعيل عليه السلام إذ هو الذي وهب إثر المهاجرة ولأن البشارة بإسحق بعده معطوف على البشارة بهذا الغلام ولقوله صلى الله عليه وسلم أنا ابن الذبيحين فأحدهما جده إسماعيل عليه السلام والآخر أبوه عبد الله فإن عبد المطلب نذر أن يذبح ولدا إن سهل الله تعالى له حفر بئر زمزم أو بلغ بنوه عشرة فلما حصل ذلك وخرج السهم على عبد الله فداه بمائة من الإبل ولذلك سنت الدية مائة ولأن ذلك كان بمكة وكان قرنا الكبش معلقين بالكعبة حتى احترقا في أيام ابن الزبير ولم يكن إسحق ثمة ولان بشارة إسحق كانت مقرونة بولادة يعقوب منه فلا يناسبه الامر بذبحه مراهقا وما روى أنه عليه الصلاة والسلام سئل عن النسب اشرف فقال يوسف صديق الله ابن يعقوب إسرائيل الله ابن اسحق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله فالصحيح انه عليه الصلاة والسلام قال يوسف بن يعقوب بن اسحق بن إبراهيم الزوائد من الراوي وما روى من أن يعقوب كتب إلى يوسف مثل ذلك لم يثبت وقرئ إني بفتح الياء فيهما « فانظر ماذا ترى » من الرأي وإنما شاوره فيه وهو أمر محتوم ليعلم ما عنده فيما نزل من بلاء الله تعالى فيثبت قدمه إن جزع ويأمن عليه إن سلم وليوطن نفسه عليه فيهون ويكتسب المثوبة عليه بالانقياد له قبل نزول وقرى ماذا ترى بضم التاء وكسر الراء وبفتحها مبنيا للمفعول « قال يا أبت افعل ما تؤمر » أي تؤمر به فحذف الجار أولا على القاعدة المطردة ثم حذف العائد إلى الموصول بعد انقلابه منصوبا بإيصاله إلى الفعل أو حذفا دفعة أو افعل امرك على إضافة المصدر إلى المفعول وتسمية المأمور به امرا وقرئ ما تؤمر به وصيغة المضارع للدلالة على ان الامر متعلق به متوجه اليه مستمر إلى حين الامتثال به « ستجدني إن شاء الله من الصابرين » على الذبح أو على قضاء الله تعالى « فلما أسلما » أي استسلما لامر الله تعالى وانقادا وخضعا له يقال سلم لأمر الله وأسلم واستسلم بمعنى واحد وقد قرئ بهن جميعا وأصلها من قولك سلم هذا الفلان إذا خلص له ومعناه سلم من أن ينازع فيه وقولهم سلم لأمر الله وأسلم له منقولان منه ومعناهما أخلص نفسه الله

نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود    جلد : 7  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست