نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 7 صفحه : 189
« قالوا » استئناف كما سبق أي قال الرؤساء أو القرناء « بل لم تكونوا مؤمنين » أي لم نمنعكم من الايمان بل لم تؤمنوا باختياركم وأعرضتم عنه مع تمكنكم منه وآثرتم الكفر عليه « وما كان لنا عليكم من سلطان » من قهر وتسلط نسلبكم به اختياركم « بل كنتم قوما طاغين » مختارين للطغيان مصرين عليه « فحق علينا » أي لزمنا وثبت علينا « قول ربنا » وهو قوله تعالى لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين « إنا لذائقون » أي العذاب الذي ورد به الوعيد « فأغويناكم » فدعوناكم إلى الغي دعوة غير ملجئة فاستجبتم لنا باختياركم واستحبابكم الغي على الرشد « إنا كنا غاوين » فلا عتب علينا في تعرضنا لإغوائكم بتلك المرتبة من الدعوة لتكونوا أمثالنا في الغواية « فإنهم » أي الاتباع والمتبوعين « يومئذ في العذاب مشتركون » حسبما كانوا مشتركين في الغواية « إنا كذلك » أي مثل ذلك الفعل البديع الذي تقتضيه الحكمة التشريعية « نفعل بالمجرمين » المتناهين في الاجرام وهم المشركون كما يعرب عنه التعليل بقوله تعالى « إنهم كانوا إذا قيل لهم » بطريق الدعوة والتلقين « لا إله إلا الله يستكبرون » عن القبول « ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون » « بل جاء بالحق وصدق المرسلين » رد عليهم وتكذيب لهم ببيان ان ما جاء به من التوحيد هو الحق الذي قام به البرهان واجمع عليه كافة الرسل عليهم الصلاة والسلام فأين الشعر والجنون من ساحته الرفيعة « إنكم » بما فعلتم من الاشراك وتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم والاستكبار « لذائقوا العذاب الأليم »
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 7 صفحه : 189