نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 7 صفحه : 162
عيسى عليه السلام اثنين فلما قربا من المدينة رأيا شيخا يرعى غنيمات له وهو حبيب النجار صاحب يس فسألهما فأخبراه قال أمعكما آية فقالا نشفي المريض ونبرىء الأكمه والأبرص وكان له ولد مريض منذ سنتين فمسحاه فقام فآمن حبيب وفشا الخبر وشفى على أيديهما خلق وبلغ حديثهما إلى الملك وقال لهما النا اله سوى آلهتنا قالا نعم من أوجدك وآلهتك فقال حتى انظر في أمركما فتبعهما الناس وقيل ضربوهما وقيل حبسا ثم بعث عيسى عليه السلام شمعون فدخل متنكرا وعاشر حاشية الملك حتى استأنسوا به ورفعوا خبره إلى الملك فأنس به فقال له يوما بلغني انك حبست رجلين فهل سمعت ما يقولونه قال لا حال الغضب بيني وبين ذلك فدعاهما فقال شمعون من أرسلكما قالا الله الذي خلق كل شيء وليس له شريك فقال صفاه وأوجزا قالا يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد قال وما آيتكما قالا ما يتمنى الملك فدعا بغلام مطموس العينين فدعوا الله تعالى حتى انشق له بصر فأخذا بندقتين فوضعاهما في حدقتيه فصارتا مقلتين ينظر بهما فقال له شمعون أرأيت لو سألت إلهك حتى يصنع مثل هذا فيكون لك وله الشرف قال ليس لي عنك سر ان الهنا لا يبصر ولا يسمع ولا يضر ولا ينفع وكان شمعون يدخل معهم على الصنم فيصلي ويتضرع وهم يحسبون انه منهم ثم قال ان قدر إلهكما على احياء ميت آمنا به فدعوا بغلام مات من سبعة أيام فقام وقال اني أدخلت في سبعة أودية من النار واني أحذركم ما أنتم فيه فآمنوا وقال فتحت أبواب السماء فرأيت شابا حسن الوجه يشفع لهؤلاء الثلاثة قال الملك من هم قال شمعون وهذان فتعجب الملك فلما رأى شمعون ان قوله قد اثر فيه نصحه فآمن وآمن قوم ومن لم يؤمن صاح عليهم جبريل عليه السلام فهلكوا هكذا قالوا ولكن لا يساعده سياق النظم الكريم حيث اقتصر فيه على حكاية تماديهم في العناد واللجاج وركوبهم متن المكابرة في الحجاج ولم يذكر فيه ممن يؤمن أحد سوى حبيب ولو ان الملك وقوما من حواشيه آمنوا لكان الظاهر ان يظاهروا الرسل ويساعدوهم قبلوا في ذلك أو قتلوا كدأب النجار الشهيد ولكان لهم فيه ذكر ما بوجه من الوجوه اللهم الا ان يكون ايمان الملك بطريق الخفية على خوف من عناة ملئه فيعتزل عنهم معتذرا بعذر من الاعذار « قالوا » أي أهل أنطاكية الذين لم يؤمنوا مخاطبين للثلاثة « ما أنتم إلا بشر مثلنا » من غير مزية لكم علينا موجبة لاختصاصكم بما تدعونه ورفع بشر لانتقاض النفي المقتضى لاعمال ما بإلا « وما أنزل الرحمن من شيء » مما تدعونه من الوحي والرسالة « إن أنتم إلا تكذبون » في دعوى رسالته « قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون » استشهدوا بعلم الله تعالى وهو يجري مجرى القسم مع ما فيه من تحذيرهم معارضة علم الله تعالى وزادوا اللام المؤكدة لما شاهدوا منهم من شدة الانكار « وما علينا » أي من جهة ربنا « إلا البلاغ المبين » أي الا تبليغ رسالته تبليغا ظاهرا بينا
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 7 صفحه : 162