نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 7 صفحه : 150
أبلغ من الأول ولذلك كرر الفعل وأوثر صيغة الجمع في الطرفين تحقيقا للتباين بين افراد الفريقين وقيل تمثيل للعلماء والجهلة « إن الله يسمع من يشاء » أن يسمعه ويوفقه لفهم آياته والاتعاظ بعظاته « وما أنت بمسمع من في القبور » ترشيح لتمثيل المصرين على الكفر بالأموات وإشباع في إقناطه صلى الله عليه وسلم من إيمانهم « إن أنت إلا نذير » ما عليك إلا الإنذار وأما الإسماع البتة فليس من وظائفك ولا حيلة لك إليه في المطبوع على قلوبهم « إنا أرسلناك بالحق » أي محقين أو محقا أنت أو إرسالا مصحوبا بالحق ويجوز أن يتعلق بقوله « بشيرا ونذيرا » أي بشيرا بالوعد الحق ونذيرا بالوعيد الحق « وإن من أمة » أي ما من أمة من الأمم الدارجة في الأزمنة الماضية « إلا خلا » أي مضى « فيها نذير » من نبي أو عالم ينذرهم والاكتفاء بذكره للعلم بأن النذارة قرينة البشارة لا سيما وقد اقترنا آنفا ولأن الإنذار هو الأنسب بالمقام « وإن يكذبوك » أي تموا على تكذيبك فلا تبال بهم وبتكذيبهم « فقد كذب الذين من قبلهم » من الأمم العاتية « جاءتهم رسلهم بالبينات » أي المعجزات الظاهرة الدالة على نبوتهم « وبالزبر » كصحف إبراهيم « وبالكتاب المنير » كالتوراة والإنجيل والزبور على إرادة التفصيل دون الجمع ويجوز أن يراد بهما واحد والعطف لتغاير العنوانين « ثم أخذت الذين كفروا » وضع الموصول موضع ضميرهم لذمهم بما في حيز الصلة والإشعار بعلة الأخذ « فكيف كان نكير » أي إنكاري بالعقوبة وفيه مزيد تشديد وتهويل لها « ألم تر » استئناف مسوق لتقرير ما قبله من اختلاف أحوال الناس ببيان أن الاختلاف والتفاوت امر مطرد في جميع المخلوقات من النبات والجماد والحيوان والرؤية قلبية أي ألم تعلم « أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به » بذلك الماء والالتفات لإظهار كمال الاعتناء بالفعل لما فيه من الصنع البديع المنبئ عن كمال القدرة والحكمة « ثمرات مختلفا ألوانها » أي أجناسها أو أصنافها على ان كلا منها ذو أصناف مختلفة أو هيآتها وأشكالها أو ألوانها من الصفرة والخضرة والحمرة وغيرها وهو الأوفق لما في قوله تعالى « ومن الجبال جدد » أي ذو جدد أي خطط وطرائق ويقال جدة الحمار للخطة السوداء
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 7 صفحه : 150