نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 6 صفحه : 259
من الجبال بيوتا فارهين » بطرين أو حازقين من الفراهة وهي النشاط فإن الحاذق يعمل بنشاط وطلب قلب وقرئ فرهين وهو أبلغ « فاتقوا الله وأطيعون » « ولا تطيعوا أمر المسرفين » استعير الطاعة التي هي انقياد الأمر لامتثال الأمر وارتسامه أو نسب حكم الأمر إلى أمره مجازا « الذين يفسدون في الأرض » وصف موضح لإسرافهم ولذلك عطف « ولا يصلحون » على يفسدون لبيان خلوص إفسادهم عن مخالطة الإصلاح « قالوا إنما أنت من المسحرين » أي الذين سحروا حتى غلب على عقولهم أو من ذوى السحر أي من الإنس فيكون قوله تعالى « ما أنت إلا بشر مثلنا » تأكيدا له « فأت بآية إن كنت من الصادقين » أي في دعواك « قال هذه ناقة » أي بعد ما أخرجها الله تعالى من الصخرة بدعائه عليه الصلاة والسلام حسبما مر تفصيله في سورة الأعراف وسورة هود « لها شرب » أي نصيب من الماء كالسقي وألقيت للحظ من السقي والقوت وقرئ بالضم « ولكم شرب يوم معلوم » فاقتنعوا بشربكم ولا تزاحموا على شربها « ولا تمسوها بسوء » كضرب وعقر « فيأخذكم عذاب يوم عظيم » وصف اليوم بالعظم لعظم ما يحل فيه وهو أبلغ من تعظيم العذاب « فعقروها » أسند العقر إلى كلهم لما أن عاقرها عقرها برأيهم ولذلك عمهم العذاب « فأصبحوا نادمين » خوفا من حلول العذاب لا توبة أو عند معاينتهم لمباديه ولذلك لم ينفعهم الندم وإن كان بطريق التوبة « فأخذهم العذاب » أي العذاب الموعود « إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين »
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 6 صفحه : 259