نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 4 صفحه : 302
على يوسف قال وجد سبعين ثكلى قال فما كان له من الأجر قال أجر مائة شهيد وما ساء ظنه بالله ساعة قط وفيه دليل على جواز التأسف والبكاء عند النوائب فإن الكف عن ذلك مما لا يدخل تحت التكليف فإنه قل من يملك نفسه عند الشدائد ولقد بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ولده إبراهيم وقال القلب يحزن والعين تدمع ولا نقول ما يسخط الرب وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون وإنما الذي لا يجوز ما يفعله الجهلة من الصياح والنياحة ولطم الخدود والصدور وشق الجيوب وتمزيق الثياب وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بكى على ولد بعض بناته وهو يجود بنفسه فقيل يا رسول الله تبكى وقد نهيتنا عن البكاء فقال ما نهيتهم عن البكاء وإنما نهيتكم عن صورتين أحمقين صوت عند الفرح وصوت عند الترح « فهو كظيم » مملوء من الغيظ على أولاده ممسك له في قلبه لا يظهره فعيل بمعنى مفعول بدليل قوله تعالى وهو مكظوم من كظم السقاء إذا شده على ملئه أو بمعنى فاعل كقوله والكاظمين الغيظ من كظم الغيظ إذا اجترعه وأصله كظم البعير جرته إذا ردها في جوفه « قالوا تالله تفتأ » أي لا تفتأ ولا تزال « تذكر يوسف » تفجعا عليه فحذف حرف النفي كما في قوله * فقلت يمين الله أبرح قاعدا * لعدم الالتباس بالإثبات فإن القسم إذا لم يكن معه علامة الإثبات يكون على النفي البتة « حتى تكون حرضا » مريضا مشفيا على الهلاك وقيل الحرض من أذابه هم أو مرض وهو في الأصل مصدر ولذلك لا يؤنث ولا يثنى ولا يجمع والنعت منه بالكسر كدنف وقد قريء به وبضمتين كجنب وغرب « أو تكون من الهالكين » أي الميتين « قال إنما أشكو بثي » البث أصعب الهم الذي لا يصبر عليه صاحبه فيبثه إلى الناس أي ينشره فكأنهم قالوا له ما قالوا بطريق التسلية والإشكاء فقال لهم إني لا أشكو ما بي إليكم أو إلى غيركم حتى تتصدوا لتسليتي وإنما أشكو همي « وحزني إلى الله » تعالى ملتجئا إلى جنابه متضرعا لدى بابه في دفعه وقري بفتحتين وضمتين « وأعلم من الله ما لا تعلمون » من لطفه ورحمته فأرجو أن يرحمني ويلطف بي ولا يخيب رجائي أو أعلم وحيا أو إلهاما من جهته ما لا تعلمون من حياة يوسف قيل رأى ملك الموت في المنام فسأله عنه فقال هو حي وقيل علم من رؤيا يوسف عليه السلام أنه سيخر له أبواه وإخوته سجدا « يا بني اذهبوا فتحسسوا » أي تعرفوا وهو تفعل من الحس وقريء بالجيم من الجس وهو الطلب أي تطلبوا « من يوسف وأخيه » أي من خبرهما ولم يذكر الثالث لأن غيبته اختيارية لا يعسر إزالتها « ولا تيأسوا من روح الله » لا تقنطوا من فرجه وتنفيسه وقريء بضم الراء أي من رحمته التي يحيي بها العباد وهذا إرشاد لهم إلى بعض ما أبهم في قوله وأعلم من الله ما لا
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 4 صفحه : 302