responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود    جلد : 4  صفحه : 102


للمؤمنين روي أن بني عمرو بن عوف لما بنوا مسجد قباء بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم فيصلي بهم في مسجدهم فلما فعله صلى الله عليه وسلم حسدتهم أخواتهم بنوا غنم بن عوف وقالوا نبني مسجدا ونرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيه ويصلي فيه أبو عامر الراهب أيضا إذا قدم من الشام وهو الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاسق وقد كان قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد لا أجد قوما يقاتلونك إلا قاتلتك معهم فلم يزل يفعل ذلك إلى يوم حنين فلما انهزمت هوازن يومئذ ولى هاربا إلى الشام وأرسل إلى المنافقين أن استعدوا بما استطعتم من قوة وسلاح فإني ذاهب إلى قيصر وآت بجنود ومخرج محمدا وأصحابه من المدينة فبنوا مسجدا إلى جنب مسجد قباء وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والشاتية ونحن نحب أن تصلي لنا فيه وتدعو لنا بالبركة فقال صلى الله عليه وسلم إني على جناح سفر وحال شغل وإذا قدمنا إن شاء الله تعالى صلينا فيه فلما قفل صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك سألوه إتيان المسجد فنزلت عليه فدعا بمالك بن الدخشم ومعن بن عدي وعامر بن السكن ووحشي فقال لهم انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه وأحرقوه ففعلوا وأمر أن يتخذ مكانه كناسة تلقى فيها الجيف والقمامة وهلك أبو عامر الفاسق بالشام بقنسرين « وكفرا » تقوية للكفر الذي يضمرونه « وتفريقا بين المؤمنين » الذين كانوا يصلون في مسجد قباء مجتمعين فيغص بهم فأرادوا أن يتفرقوا وتختلف كلمتهم « وإرصادا » إعدادا وانتظارا وترقبا « لمن حارب الله ورسوله » وهو الراهب الفاسق أي لأجله حتى يجيء فيصلي فيه ويظهر على رسول الله صلى الله عليه وسلم « من قبل » متعلق باتخذوا أي اتخذوه من قبل أن ينافقوا بالتخلف حيث كانوا بنوه قبل غزوة تبوك أو يحارب أي حاربهما قبل اتخاذ هذا المسجد « وليحلفن إن أردنا » أي ما أردنا ببناء هذا المسجد « إلا الحسنى » إلا الخصلة الحسنى وهي الصلاة وذكر الله والتوسعة على المصلين أو إلا الإرادة الحسنى « والله يشهد إنهم لكاذبون » في حلفهم ذلك « لا تقم » للصلاة « فيه » في ذلك المسجد حسبما دعوك إليه « أبدا لمسجد أسس » أي بني أصله « على التقوى » يعني مسجد قباء أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى فيه أيام مقامه بقباء وهي يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وخرج يوم الجمعة وقيل هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وعن أبي سعيد رضي الله عنه سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المسجد الذي أسسه على التقوى فأخذ حصباء فضرب بها الأرض وقال مسجدكم هذا مسجد المدينة واللام إما للابتداء أو للقسم المحذوف أي والله لمسجد وعلى التقديرين فمسجد مبتدأ وما بعده صفته وقوله تعالى « من أول يوم » أي من أيام تأسيسه متعلق بأسس وقوله تعالى « أحق أن تقوم فيه » أي للصلاة وذكر الله تعالى خبره وقوله تعالى « فيه رجال » جملة مستأنفة مبينة لأحقيته لقيامه صلى الله عليه وسلم فيه من جهة الحال بعد بيان أحقيته له من حيث المحل أو صفة أخرى للمبتدأ أو حال من الضمير في فيه وعلى كل حال ففيه تحقيق وتقرير لاستحقاقه القيام فيه والمراد بكونه أحق نفس

نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود    جلد : 4  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست