responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود    جلد : 3  صفحه : 201


وصاكم به بطريق الاستئناف تصديقا له وتقريرا لمضمونه فعلنا ذلك ثم آتينا الخ كما أن قوله تعالى ونطبع على قلوبهم معطوف على ما يدل عليه معنى أو لم يهد الخ كأنه قيل يغفلون عن الهداية وتطيع الخ وأما عطفه على ذلكم وصاكم به ونظمه معه في سلك الكلام الملقن كما أجمع عليه الجمهور فمما لا يليق بجزالة النظم الكريم فتدبر وثم للتراخي في الأخبار كما في قولك بلغني ما صنعت اليوم ثم ما صنعت أمس أعجب أو للتفاوت في الرتبة كأنه قيل ذلكم وصاكم به قديما وحديثا ثم أعظم من ذلك أنا آتينا موسى التوراة فإن إيتاءها مشتملة على الوصية المذكورة وغيرها أعظم من التوصية بها فقط « تماما » للكرامة والنعمة أي إتماما لهما على أنه مصدر من أتم بحذف الزوائد « على الذي أحسن » أي على من أحسن القيام به كائنا من كان ويؤيده انه قرىء على الذين أحسنوا وتماما على المحسنين أو على الذي أحسن تبليغه وهو موسى عليه السلام أو تماما على ما أحسنه موسى عليه السلام أي أجاده من العلم والشرائع أي زيادة على علمه على وجه التتميم وقرئ بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي على الذي هو أحسن دين وأرضاه وآتينا موسى الكتاب تماما أي تاما كاملا على أحسن ما يكون عليه الكتب « وتفصيلا لكل شيء » وبيانا مفصلا لكل ما يحتاج إليه في الدين وهو عطف على تماما ونصبهما إما على العلية وعلى المصدرية كما أشير إليه أو على الحالية وكذا قوله تعالى « وهدى ورحمة » وضمير « لعلهم » لبني إسرائيل المدلول عليهم بذكر موسى وإيتاء الكتاب والباء في قوله تعالى « بلقاء ربهم يؤمنون » قدمت عليه محافظة على الفواصل قال ابن عباس رضي الله عنهما كي يؤمنوا بالبعث ويصدقوا بالثواب والعذاب « وهذا » أي الذي تليت عليكم أوامره ونواهيه أي القرآن « كتاب » عظيم الشأن لا يقادر قدره وقوله تعالى « أنزلناه مبارك » أي كثير المنافع دينا ودنيا صفتان لكتاب وتقديم وصف الإنزال مع كونه غير صريح لأن الكلام مع منكريه أو خبران آخران لاسم الإشارة أي أنزلناه مشتملا على فنون الفوائد الدينية والدنيوية التي فصلت عليكم طائفة منها والفاء في قوله تعالى « فاتبعوه » لترتيب ما بعدها على ما قبلها فإن عظم شأن الكتاب في نفسه وكونه منزلا من جنابه عز وجل مستتبعا للمنافع الدينية والدنيوية موجب لاتباعه أي إيجاب « واتقوا » مخالفته « لعلكم ترحمون » بواسطة اتباعه والعمل بموجبه « أن تقولوا » علة لأنزلناه المدلول عليه بالمذكور لا لنفسه للزوم الفصل حينئذ بين العامل والمعمول بأجنبي هو مبارك وصفا كان أو خبرا أي أنزلناه كذلك كراهة أن تقولوا يوم القيام لو لم تنزله « إنما أنزل الكتاب » الناطق بتلك الأحكام العامة لكل الأمم « على طائفتين » كائنتين « من قبلنا » وهما اليهود والنصارى وتخصيص الإنزال بكتابيهما لأنهما الذي اشتهر حينئذ فيما بين الكتب السماوية بالاشتمال على الأحكام لا سيما الأحكام المذكورة « وإن كنا »

نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود    جلد : 3  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست