نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 89
الخواطر بالنفي ، ومحو الصفات ، والموفون بعهد الأزل بملازمة التوحيد وإفناء الذات والآتية ، والصابرين في بأساء الافتقار إلى الله دائماً ، وضراء كسر النفس وقمع الهوى ، وحين بأس محاربة الشيطان ، أولئك الذين صدقوا الله في الوفاء بعهده وعزيمة السلوك وعقده ، وأولئك هم المتقون عن الشرك ، المنزهون عن البقية . [ آية 178 - 184 ] القصاص قانون من قوانين العدالة ، فرض لإزالة عدوان القوة السبعية ، وهو ظل من ظلال عدله تعالى فإنه إذا تصرف في عبده بإفنائه فيه عوضه عن حر روحه روحاً موهوماً خيراً منه ، وعن عبد قلبه قلباً موهوباً . وعن أنثى نفسه نفساً موهوبة كاملة . * ( ولكم ) * في مقاصة الله إياكم بما ذكر * ( حياة ) * عظمية ، أي : حياة لا يوصف كنهها * ( يا أولي الألباب ) * أي : العقول الخالصة عن قشر الأوهام وغواشي العينيات والأجرام . فكذا في هذا القصاص - لكي تتقوا تركه وتحافظوا عليه - الوصية والمحافظة عليها قانون آخر فرض لإزالة نقصان القوة الملكية ، أي : القوى النطقية وقصورها عما يقتضي الحكمة من التصرف في الأموال ، والسلطنة على القوتين الأخريين بنور الحق وحكم الشرع ، ومنعها عن عدوانها أيضاً بتبديل الوصية الذي هو نوع من الجريمة والخيانة ، وتحريضها على التحقيق والتدقيق في باب الحكمة التي هي كمالها بالإصلاح بين الموصى لهم على مقتضى الحكمة ، إذا توقع وعلم من الموصي إضراراً بالسهو والعمد - الصيام قانون آخر مما فرض لإزالة عدوان القوة البهيمية وتسلطها - وأعلم أن قصاص أهل الحقيقة ما ذكر ، ووصيتهم هي بالمحافظة على عهد الأزل بترك ما سوى الحق ، كما قال تعالى : * ( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب ) * [ البقرة ، الآية : 132 ] . وصيامهم هو الإمساك عن كل قول وفعل وحركة وسكون ليس بالحق للحق .
89
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 89