نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 78
وأعمالهم وحسناتهم وسيئاتهم وإخلاصهم ونفاقهم وغير ذلك بنور الحق ، وأمته يعرفون ذلك من سائر الأمم بنوره . * ( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم ) * بالعلم التفصيلي التابع لوقوع المعلوم لا العلم السابق في عين جميع أول الوجود فإنه معلوم له بذلك العلم قبل وجوده ، لأن العلم كله له لا علم لأحد غيره . فعلومنا التي نعلم بها الأشياء تظهر على مظاهرنا من علمه وذلك علمه التفصيلي أي : علمه في تفاصيل الموجودات . فهو يعلم بذلك العلم التفصيلي الظاهر في مظاهرنا الأشياء بعد وجودها ، كما يعلمها بالعلم الأول الذي هو في عين الجمع قبل وجودها . * ( من يتبع الرسول ) * في توحيده * ( ممن ينقلب على عقبيه ) * لاحتجابه بالتقييد بالدين * ( وإن كانت لكبيرة ) * أي : أنه كانت التحويلة لكبيرة لشاقة ثقيلة * ( إلا على الذين ) * هداهم الله إلى التوحيد ونجاهم عن الاحتجاب بالتقييد * ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) * أي : صلاتكم إلى بيت المقدس لكونها لله ، وإذا كانت له فحيثما توجهتم قبلها . ولعمري إنها إنما شقت على طائفتين : المحجوبين بالحق عن الخلق ، والمحجوبين بالخلق عن الحق . فإن الأولى عرفت أن التحويلة الأولى التي كانت من الكعبة إلى بيت المقدس هي صورة العروج من مقام القلب والسر ، أي : المكاشفة والمكالمة إلى مقام الروح والخفاء ، أي : المشاهدة والمعاينة فحسبوا التحويلة الثانية التي كانت صورة الرجوع إلى مقام القلب حالة الاستقامة والتمكين للدعوة والنبوة ومشاهدة الجمع في عين التفصيل ، والتفصيل في عين الجمع ، حيث لا احتجاب عن الخلق بالحق ، ولا عن الحق بالخلق ، هو النزول بعد العروج ، والبعد بعد القرب . وظنوا ضياع السعي إلى المقام الأشرف وحصول الهجر بعد الوصول ، والسقوط عن الرتبة ، فشق عليهم ذلك . وأما الطائفة الثانية فتقيدوا بصورة نسكهم وعملهم وما عرفوا حكمة التحويلة ، فظنوا صحة العبادة الثانية دون الأولى ، فشق عليهم ضياعها وبطلانها الذي توهموه فهدينا إلى خلاف ما توهموه بما فهم من الآية . * ( إن الله بالناس لرؤوف ) * يرؤف بهم بشرح الصدر ، ورفع الحجاب حال البقاء بعد الفناء للأولى ، وبقبول ما عملت الثانية بصدقهم ، وإن لم يعلموا ما يفعلون * ( رحيم ) * يرحمهم بالوجود الحقاني للأولى وثواب الأعمال والهداية إلى الحقيقة للثانية ، وتوفيقهم للترقي من حالهم ومقامهم إلى مقام اليقين .
78
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 78