responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 75


في المقامات قبل وصوله إلى مقام القلب . وطوافه بالبيت إشارة إلى وصوله إلى مقام القلب وسلوكه فيه مع التلوين ، ودخوله إشارة إلى تمكنه واستقامته فيه . ورفعه في زمان الطوفان إلى السماء إشارة إلى احتجاب الناس بغلبة الهوى وطوفان الجهل في زمان نوح عليه السلام عن مقام القلب . وبقاؤه في السماء الرابعة ، أي : البيت المعمور الذي هو قلب العالم ونزوله مرة أخرى في زمان إبراهيم عليه السلام إشارة إلى اهتداء الناس في زمانه إلى مقام القلب بهدايته . ورفع إبراهيم قواعده وجعله ذا باب واحد إشارة إلى تلقي القلب بسلوكه عليه السلام من مقامه إلى مقام الروح الذي هو السر وارتفاع مراتبه ووصوله إلى مقام التوحيد ، إذ هو أول من ظهر عليه التوحيد الذاتي كما قال عليه السلام : * ( إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض خينفاً وما أما من المشركين [ آية 79 ] [ الأنعام ، الآية : 79 ] . والحجر الأسود إشارة إلى الروح . وتمخض أبي قبيس وانشقافه عنه إشارة إلى ظهوره بالرياضة وتحرك آلات البدن باستعمالها بالتفكر والتبعد في طلب ظهوره ، ولهذا قيل : خبئت فيه ، يعني : احتجبت بالبدن . واسوداده بملامسة النساء الحيض إشارة إلى اختفائه وتكدره بغلبة القوى النفسانية على القلب واستيلائها عليه وتسويدها الوجه النوراني الذي يلي الروح منه . وكذا إسماعيل أيضاً كان من الموحدين لعطفه عليه في رفع قواعد البيت .
* ( ربنا واجعلنا مسلمين لك ) * أي : لا تكلنا إلى أنفسنا فنسلم بأنفسنا بل بك وبجعلك * ( ربنا وابعث فيهم رسولا ) * هو محمد صلى الله عليه وسلم ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : ( ( أنا دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى عيسى ، ورؤيا أمي ) ) وقد رأت في المنام أن نوراً خرج منها فأضاءت لها قصور الشام .
* ( ومن يرغب عن ملة إبراهيم ) * أي : ملة التوحيد * ( إلا من سفه نفسه ) * إلا من احتجب عن نور العقل بالكلية وبقي في مقام ظلمة نفسه . أي : سفه نفساً على التمييز أو في نفسه على انتزاع الخافض * ( ولقد اصطفيناه ) * أي : من كان من المحبوبين المرادين بالسابقة الأزلية فاخترناه حالة الفناء في التوحيد * ( وهو في الآخرة ) * أي : حالة البقاء بعد الفناء من أهل الاستقامة الصالحين لتدبير النظام وتكميل النوع * ( إذ قال له ربه أسلم ) * أي : وحد وأسلم ذاتك إلى الله ، يعني : جعله في الأزل من أهل الصف الأول مسلماً موحداً مذعناً لرب العالمين ، فانياً فيه * ( ووصى بها ) * أي : بكلمة التوحيد * ( إبراهيم بنيه ويعقوب ) * بنيه تأسياً * ( يا بني إن الله اصطفى لكم الدين ) * أي : دينه الذي يدين به الموحد ، لا دين له غيره ، ولا ذات ، فدينه دين الله وذاته ذات الله * ( فلا تموتن ) * إلا على هذا الدين ، أي : لا تموتن بالموت الطبيعي موت الجهل ، بل كونوا

75

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست