responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 53


الفائضة عليها من عالم الروح وتلقي المعارف والحكم ، وإيفاؤهم بالعهد ، وإبرازهم ما ركز فيها بحسب الاستعداد الأول من الأدلة التوحيدية والمعاني الكلية الكامنة فيها بالتصفية ومزاولة ما يختص بها من الأفعال ، وإيفاؤه بعهدهم إفاضة النور الكمالي عليها عند قيامها بحق النور الاستعدادي بالتصفية واستعمال ما عندهم من المعاني .
وإن كنتم رهبتم شيئاً فارهبوا احتجاب أنواري بزوال استعدادكم ، وآمنوا أي : واقبلوا ما أفيض عليكم من الإشراقات النورية والسواغ الغيبية مصدقاً لما في استعدادكم من النور الفطري ، ولا تكونوا في أول رتبة المحتجبين عن قبولها بالتوجه إلى الجهة السفلية ولا تستبدلوا بها لذات النفس ومقاصدها ، ولا تخلطوا حق المعارف الروحية والأنوار القدسية بباطل المطالب الحسية والصفات النفسية ، وتكتموا تلك الأنوار والمعارف بظهور هذه عليكم . وأقيموا وأديموا التوجه إلى حضرة الروح وامتثال أمره ، وآتوا زكاة معلوماتكم التي هي أموالكم بتصفحها وتركيبها لتحرزوا بها ثواب النتائج واللوازم . وأنفقوها على فقرائكم الذين بحضرتكم من القوى البدنية الطبيعية ليعيشوا بها ، ويكتسبوا بها الأخلاق الفاضلة والملكات الجميلة ، وعلموها أبناء جنسكم ليكملوا بها ، واركعوا واخضعوا لقبول الأوامر العقلية والأنوار الروحية والأعمال القلبية . أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ؟ أتسوسون ما تحتكم من القوى بالعبادات الجميلة والآداب الحسنة والترقي إلى مقامكم والتأدب بآدابكم وتنسون أنفسكم في التأدب بين يدي الله بآداب الروحانيين والتمرن في المراقبة ، والتنور بأنوار الروح في مقام المشاهدة والترقي إلى مقامه عند الفناء في الوحدة ، وأنتم تتلون كتاب المعقولات النازلة من رب الروح بواسطة ملك العقل إلى نبي القلب . أفلا تعقلون بالعقل المجرد عن شوب الهوى والوهم ؟ واستعينوا بالصبر على ما يظهر عليكم ويرد من سلطنة أنوار سلطان الروح وأحكامه وقهر تجليات العظموت والحضور مع الحق ، وأن هذه الاستعانة لشاقة إلا على الخاشعين ، المرتاضين ، المذعنين لانقياد أمر القلب والروح ، المتيقنين بأنهم بحضرته وفي لقائه ، وأنهم يرجعون إليه في قبول أنواره . وتفضيلهم على العالمين هو شرفهم على جميع ما في الإنسان من القوى .
[ آية 51 - 54 ] * ( وإذ واعدنا موسى ) * بعد فراغه من مقاومة آل فرعون وإهلاكهم * ( أربعين ليلة ) *

53

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست