نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 431
الذي نهيتك عن السؤال عنه حتى أحدث لك منه ذكراً فسأذكر لك وأنبئك بتأويل هذه الأمور إذا استعددت لقبول المعاني والمعارف . تفسير سورة الكهف من آية 79 إلى 81 ] * ( أما السفينة فكانت لمساكين ) * في بحر الهيولى ، أي : القوى البدنية من الحواس الظاهرة والقوى الطبيعية النباتية ، وإنما سماها مساكين لدوام سكونها وملازمتها لتراب البدن وضعفها عن ممانعة القلب في السلوك والاستيلاء عليه كسائر القوى الحيوانية . وحكي أنهم كانوا عشرة إخوة خمسة منهم زمنى وخمسة يعملون في البحر ، وذلك إشارة إلى الحواس الظاهرة والباطنة * ( فأردت أن أعيبها ) * بالرياضة لئلا يأخذها ملك النفس الأمارة غصباً وهو الملك الذي كان وراءهم أي : قدامهم * ( يأخذ كل سفينة غصبا ) * بالاستيلاء عليها واستعمالها في أهوائه ومطالبه * ( وأما الغلام فكان أبواه ) * اللذان هما الروح والطبيعة الجسمانية * ( مؤمنين ) * مقرين بالتوحيد لانقيادهما في سلك طاعة الله وامتثالهما لأمر الله وإذعانهما لما أراد الله منهما * ( فخشينا أن يرهقهما ) * أي : يغشيهما * ( طغيانا ) * عليهما بظهوره بالأنائية عند شهود الروح * ( وكفرا ) * لنعمتهما بعقوقه وسوء صنيعه أو كفراً بالحجاب فيفسد عليهما أمرهما ودينهما ويبطل عبوديتهما لله * ( فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة ) * كما بدلهما بالنفس المطمئنة التي هي خير منه زكاة ، أي : طهارة ونقاء * ( وأقرب رحما ) * تعطفاً ورحمة لكونها أعطف على الروح والبدن وأنفع لهما ، وأكثر شفقة . ويجوز أن يكون المراد بالأبوين الجد والأب ، فكان كناية عن الروح والقلب . وكونه أقرب رحماً أنسب لهما وأشد تعطفاً . [ تفسير سورة الكهف من آية 82 إلى آية 87 ] * ( وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة ) * أي : العاقلتين النظرية والعملية المنقطعتين عن أبيهما الذي هو روح القدس لاحتجابهما عنه بالغواشي البدنية أو القلب الذي مات أو قتل قبل الكمال باستيلاء النفس في مدينة البدن * ( وكان تحته كنز لهما ) * أي : كنز المعرفة التي لا تحصل إلا بهما في مقام القلب لإمكان اجتماع جميع
431
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 431