responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 390


فإن الإيمان الذي لا يبقى معه سلطان الشطيان كما قال تعالى : * ( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا ) * أقل درجاته اليقين العلمي الذي محله القلب الصافي ولا يكفي هذا اليقين في نفي سلطانه إلا إذا كان مقروناً بشهود الأفعال الذي هو مقام التوكل كما قال تعالى : * ( وعلى ربهم يتوكلون ) * والفناء في الأفعال لا يمكن مع بقاء صفات النفس ، إذ بقاء صفاتها يستدعي أفعالها ، ولهذا قيل : لا يمكن إيفاء حق مقام وتصحيحه وإحكامه إلا بعد الترقي إلى ما فوقه ، فبالترقي إلى مقام الصفات يتم فناء الأفعال فيصح التوكل . * ( إنما سلطانه على الذين يتولونه ) * في مقام النفس بالمناسبة التي بينهما في الظلمة والكدورة ، إذ التولي مرتب على الجنسية * ( والذين هم به مشركون ) * بنسبة القوة والتأثير إليه ، بل بطاعته وانقياد أوامره للتولي المذكور .
[ تفسير سورة النحل من آية 106 إلى آية 111 ] * ( من كفر بالله من بعد إيمانه ) * لكون الظلمة له ذاتية بحسب استعداده الأول والنور عارضياً ، فهو في حجاب خلقي عن نور الإيمان إن اعتراه شعاع قدسي من نفس الرسول أو من فيض القدس أو أثر فيه وعداً ووعيداً ، أو كلمة حق في دعوته إلى الحق في حال إقبال من قلبه ودعاه داعية نفسانية من حصول نفع ودفع ضر ماليين أو جاه وعزة بسبب الإسلام ، آمن ظاهراً ، ومقامه ومقره الكفر ، فقد استحق غضب الله لأنه محجوب بحسب الاستعداد عن أول مراتب الإيمان الذي هو شهود الأفعال بالاستدلال من الصنع على الصانع فعقابه من باب الأفعال والصفات لا الذي * ( أكره ) * على الكفر بالإنذار والتخويف * ( وقلبه مطمئن ) * ثابت متمكن مملوء * ( بالإيمان ) * لنورية

390

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست