responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 39


الحق وتنطق به ، وتراه في الظاهر لعدم فوائدها ، لانسداد الطرق من تلك المشاعر إلى القلب لمكان الحجاب ، فلم يصل إليها نور القلب ليحتفظوا بفوائدها ولم ترد مدركاتها على القلب ليفهموا ويعتبروا . * ( فهم لا يرجعون ) * إلى الله لوجود السدين المضروبين على قلوبهم المذكورين في قوله : * ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا ) * [ يس ، الآية : 9 ] . وفائدة التشبيه تصوير المعقول بصورة المحسوس ، ليتمثل في نفوس العامة .
ثم شبههم ثانياً بقوم أصابهم مطر فيه ظلمات ورعد وبرق ، فالمطر هو نزول الوحي الإلهي ووصول إمداد الرحمة إليهم ببركة صحبة المؤمنين ، وبقية استعدادهم مما يفيد قلوبهم أدنى لين ، وحصول النعم الظاهرة لهم بموافقتهم في الظاهر .
[ آية 19 - 20 ] والظلمات هي الصفات النفسانية ، والشكوك الخيالية والوهمية ، والوساوس الشيطانية مما تحيرهم وتوحشهم . والرعد هو التهديد الإلهي والوعيد القهري الوارد في القرآن والآيات والآثار المسموعة والمشاهدة مما يخوفهم فيفيد أدنى انكسار لقلوبهم الطاغية وانهزام لنفوسهم الآبية . والبرق هو اللوامع النورية والتنبهات الروحية عند سماع الوعد وتذكير الآلاء والنعماء مما يطمعهم ويرجيهم ، فيفيدهم أدنى شوق وميل إلى الإجابة .
ومعنى * ( يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت ) * يتشاغلون عن الفهم بالملاهي والملاعب عن سماع آيات الوعيد ، ولكي لا ينجع فيهم فيقطعهم عن اللذات الطبيعية بهم الآخرة ، إذ الانقطاع عن اللذات الحسية هو موتهم ، والله قادر عليهم ، قاطع إياهم عن تلك اللذات المألوفة بالموت الطبيعي ، قدرة المحيط بالشيء الذي لا يفوته منه ، فلا فائدة لحذرهم .
* ( يكاد البرق ) * أي : اللامع النوري * ( يخطف أبصارهم ) * أي : عقولهم المحجوبة بالنعاس عن نور الهداية والكشف ، إذ العقل بصر القلب * ( كلما أضاء لهم مشوا فيه ) * أي : ترقوا وقربوا من قبول الحق والهدى ، * ( وإذا أظلم عليهم قاموا ) * أي : ثبتوا على حيرتهم في ظلمتهم * ( ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم ) * لطمس أفهامهم وعقولهم ، ومحا نور استعدادهم ، كما للفريق الأول فلم يتأثروا بسماع الوحي أصلاً * ( إن الله على كل شيء قدير ) * الشيء الموجود الخارجي الواجب والممكن ، والموجود الذهني الممكن والممتنع ، إذ اللاشيء هو المعدوم الصرف الذي ليس في الذهن ولا

39

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست