نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 370
* ( أفي الله شك ) * مع وضوحه ، أي : كيف تشكون فيما ندعوكم إليه وهو الذي لا مجال للشك فيه لغاية ظهوره وإنما يوضح ما يوضح به . * ( يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ) * ليستر بنوره ظلمات حجب صفاتكم فلا تشكون فيه عند جلية اليقين * ( ويؤخركم إلى ) * غاية يقتضيها استعدادكم من السعادة إذ كل شخص عين له بحسب استعداده الأول كمال هو أجله المعنوي كما أن لكل أحد بحسب مزاجه الأول غاية من العمر هي أجله الطبيعي ، وكما أن الآجال الاخترامية تقطع العمر دون الوصول إلى الغاية المسماة بسبب من الأسباب فكذلك الآفات والموانع التي هي حجب الاستعداد تحول دون الوصول إلى الكمال المعين . * ( وبرزوا لله جميعا ) * للخلائق ثلاث برزات ، برزة عند القيامة الصغرى بموت الجسد وبروز كل أحد من حجاب جسده إلى عرصة الحساب والجزاء ، وبرزة عند القيامة الوسطى بالموت الإرادي عن حجاب صفات النفس والبروز إلى عرصة القلب بالرجوع إلى الفطرة ، وبرزة عند القيامة الكبرى بالفناء المحض عن حجاب الأنية إلى فضاء الوحدة الحقيقية وهذا هو البروز المشار إليه بقوله تعالى : * ( وبرزوا لله الواحد القهار ) * [ إبراهيم ، الآية : 48 ] ، ومن كان من أهل هذه القيامة يراهم بارزين لا يخفى على الله منهم شيء . وأما ظهور هذه القيامة للكل وبروز الجميع لله ، وحدوث التقاول بين الضعفاء والمستكبرين ، فهو بوجود المهدي القائم بالحق ، الفارق بين
370
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 370