نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 37
سفهوهم لمكان تركهم لحطام الدنيا وإعراضهم عن متاعها ولذاتها وطيباتها ، لزهدهم الحقيقي . إذ قصارى همومهم ، وقصوى مقاصد عقولهم الأسيرة في قيد الهوى المشوبة بالوهم ، المؤدية لهم إلى الردى هي تلك اللذات يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ، ولا يعلمون أن غاية السفه هو اختيار الفاني الأخس على الباقي الأشرف . وفرق بين الفاضلتين بالشعور والعلم ، لأن تأثير خداعهم في أنفسهم وإفسادهم في الأرض أمر بين كالمحسوس . وأما ترجيح نعيم الآخرة على نعيم الدنيا المستلزم للفرق بين السفه والحكمة فأمر فأمر استدلالي عقلي صرف . [ آية 12 - 14 ] ، * ( وإذا لقوا الذين آمنوا ) * حكاية لنفاقهم اللازم لحصول استعدادين فيهم الفطري النوري ، الضعيف المغلوب ، القريب من الانطفاء ، الذي ناسبوا به المؤمنين ، والكسبي الظلماني القوي الغالب الذي تألفوا به الكفار ، إذ لو لم يكن فيهم أدنى نور لم يقدروا على مخالطة المؤمنين ومصاحبتهم أصلاً كغيرهم من الكفار لتنافي الضروري بين النور والظلمة من جميع الوجوه . والشيطان فيعال من الشطون ، الذي هو البعد ، وشياطينهم المتعمقون في البعد وهم المطرودون ، ورؤساهم البالغون في النقاق واستهزاؤهم بالمؤمنين يدل على ضعف جهة النور وقوة جهة الظلمة فيهم ، إذ المستخف بالشيء هو الذي يجد ذلك الشيء في نفسه خفيفاً ، قليل الوزن والقدر . فهم يستخفون النورانيين لخفة النور عندهم ، إذ بالنور يعرف قدر النور ، وبرجحان الظلمة فيهم أووا إلى الكفار وألفوهم . [ آية 15 - 16 ] * ( الله يستهزئ بهم ) * أي : يستخفهم ، لأن الجهة التي هم بها ناسبوا الحضرة الإلهية فيهم خفيفة ، ضعيفة . فبقرر ما فنيت فيهم الجهة الإلهية ثبتوا عند أنفسهم ، كما أن المؤمنين بقدر ما فنيت فيهم أينيتهم النفسانية وجدوا عند الله شتان بين المرتبتين . * ( ويمدهم ) * في ظلماتهم البهيمية والسبعية التي هي الصفات الشيطانية والنفسانية بتهيئة موادها وأسبابها التي هي مشتهياتهم ومستلذاهم وأموالهم ومعايشهم من الدنيا التي اختاروها بهواهم في حالة كونهم متحيرين . * ( في طغيانهم يعمهون ) * والعمه : عمى
37
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 37