responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 366


أهل الضلال فريقان : عديم الاستعداد وحاجبه بظلمة البشرية ، فكذلك أهل الهداية قسمان : محبوبون يهتدون بغير الإنابة لقوة الاستعداد ومحبون يهديهم الله بعد الإنابة ، كما قال تعالى : * ( يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب ) * [ الشورى ، الآية : 13 ] .
* ( والذين آمنوا ) * أي : المنيبون الذين آمنوا الإيمان العلمي بالغيب * ( وتطمئن قلوبهم بذكر الله ) * ذكر النفس باللسان والتفكر في النعم ، أو ذكر القلب بالتفكر في الملكوت ومطالعة صفات الجمال والجلال ، فإن للذكر مراتب ذكر النفس باللسان والتفكر في النعم ، وذكر القلب بمطالعة الصفات ، وذكر السر بالمناجاة ، وذكر الروح بالمشاهدة ، وذكر الخفاء بالمناغاة في المعاشقة ، وذكر الله بالفناء فيه . والنفس تضطرب بظهور صفاتها وأحاديثها وتطيش فيتلون القلب بسببها ويتغير بأحاديثها ، فإذا ذكر الله استقرت النفس وانتفت الوساوس كما قال عليه صلى الله عليه وسلم : ' إن الشيطان يضع خرطومه على قلب ابن آدم ، فإذا ذكر الله خنس فاطمأن القلب ' . وكذا ذكر القلب بالتفكر في الملكوت ومطالعة أنوار الجبروت ، وأما سائر الأذكار فلا تكون إلا بعد الاطمئنان . والعمل الصالح ههنا : التزكية والتحلية و * ( طوبى لهم ) * بالوصول إلى الفطرة وكمال الصفات * ( وحسن مآب ) * بالدخول في جنة القلب ، جنة الصفات .
[ تفسير سورة الرعد من آية 33 إلى آية 40 ] * ( أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ) * أي : يقوم عليها بإيجاد كل ما ينسب إليها من مكاسبها ، قيوم لها وبمكسوباتها ، وإنما سمي مكسوبها وإن كان بخلق الله تعالى لأنه إنما أظهره عليها لاستعداد فيها يناسبه به قبلته من الله تعالى ، فمن جهة قبول المحل وصلاحيته لمظهريته ومحليته ينسب إلى كسبها مع قيام الحق تعالى

366

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست