نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 342
والعزيمة لا في مجرد العمل . وقيل كان ابن خالتها ، أي : الطبيعة الجسمانية التي تدل على الميل السفلي في النفس الجاذب للقلب من جهة الصدر المباشر للعمليات إلى أرض البدن وموافقاته واطلاع الروح بنور الهداية ، على أن الخلل وقع في العمل لا في العقد والعزيمة وذلك لا يكون إلا من قبل الداعية النفسانية ، وهو معنى قوله : * ( فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم ) * . وقوله : * ( يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك ) * إشارة إلى إشراق نور الروح على القلب وانجذابه إلى جانبه للنازل النوري والخاطر الروحي الذي يصرفه عن جهة النفس ويأمره بالإعراض عن عملها ويذكره لئلا يحدث الميل مرة أخرى . وتأثير ذلك الوارد والخاطر في النفس بالتنوير والتصفية فإن تنورها بنور الروح المنعكس إليها من القلب استغفارها عن الهيئة المظلمة التي غلبت بها على القلب . [ تفسير سورة يوسف من آية 30 إلى آية 33 ] ولما بلغ القلب هذا المنزل من الاتصال بالروح والاستشراق من نوره وتنورت النفس بشعاع نور القلب وتصفت عن كدوراتها عشقته للاستنارة بنوره ، والتشكل بهيئته ، والتقرب إليه ، وإرادة الوصول إلى مقامه لا لجذبه إلى نفسه وقضاء وطرها منه باستخدامها إياه في تحصيل اللذات الطبيعية واستنزالها إياه عن مقامه ومرتبته إلى مرتبتها ليتشكل بهيئتها ويشاركها في أفعالها ولذاتها ، كما كانت عند كونها أمارة فتتأثر قواها حينئذ حتى القوى الطبيعية بتأثرها ، وذلك معنى قول نسوة المدينة : * ( امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا ) * وكلما استولى القلب عليها بهيئته النورية وحسنه الذاتي الفطري والصفاتي الكسبي من الترقي إلى مجاورة الروح وبلوغه منزل السر ، استنارت جميع القوى البدنية بنوره لاستتباعه للنفس واستتباعها إياه ، فشغلت عن أفعالها وتحيرت ووقفت عن تصرفاتها في الغذاء وذهلت عن سكاكين آلاتها التي كانت تدبر بها أمر التلذذ والتغذي والتفكه ، وجرحت قدرتها التي تستعمل بها الآلات في تصرفاتها وبقيت مبهوتة في متكآتها التي هي محالها في أعضاء
342
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 342