نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 325
* ( ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي ) * حمله شفقة الأبوة وتعطف الرحم والقرابة على طلب نجاته لشدة تعلقه به واهتمامه بأمره ، وراعى مع ذلك أدب الحضرة وحسن السؤال فقال : * ( وإن وعدك الحق ) * ولم يقل لا تخلف وعدك بإنجاء أهلي ، وإنما قال ذلك لوجود تلوين وظهور بقية منه إذ فهم من الأهل ذوي القرابة الصورية والرحم الطبيعية وغفل لفرط التأسف على ابنه عن استثنائه تعالى بقوله : * ( إلا من سبق عليه القول ) * [ هود ، الآية : 40 ] ولم يتحقق أن ابنه هو الذي سبق عليه القول ولا استعطف ربه بالاسترحام وعرض بقوله : * ( وأنت أحكم الحاكمين ) * إلى أن العالم العادل والحكيم لا يخلف وعده . * ( قال يا نوح إنه ليس من أهلك ) * أي : إن أهلك في الحقيقة هو الذي بينك وبينه القرابة الدينية واللحمة المعنوية والاتصال الحقيقي لا الصوري كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : ' ألا وإن ولي محمد من أطاع الله وإن بعدت لحمته ، ألا وإن عدو محمد من عصى الله وإن قربت لحمته ' ، * ( إنه عمل غير صالح ) * بين انتفاء كونه من أهله بأنه غير صالح تنبيهاً على أن أهله هم الصلحاء ، أهل دينه وشريعته وأنه لتماديه في الفساد والغي كأن نفسه عمل غير صالح . وأن سبب النجاة ليس إلا الصلاح لا قرابته منك بحسب الصورة ، فمن لا صلاح له لا نجاه له . ولوح إلى أنه صورة من صور الخطايا صدرت منك كما قيل : إنه سر من أسرار أبيه على ما قال النبي عليه صلى الله عليه وسلم : ' الولد سر أبيه ' وذلك أنه لما بالغ في الدعوة وبلغ الجهد في المدة المتطاولة وما أجابه قومه غضب ودعا عليهم بقوله : * ( رب لا تذر على الأرض دياراً ( 26 ) إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً ( 27 ) ) * [ نوح ، الآيات : 26 - 27 ] ، فذهل عن شهود قدرة الله وحكمته وأنه : * ( يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ) * [ يونس ، الآية : 31 ] فكانت دعوته تلك ذنب حاله في خطيئة مقامه ، فابتلاه الله بالفاجر الكفار الذي زعم حال غضبه أنهم لا يلدون إلا مثله وحكم على الله بظنه فزكاه عن خطيئته بتلك العقوبة . وفي الحديث : ' خلق الكافر من ذنب المؤمن ' . * ( فلا تسألني ما ليس لك به علم ) * من إنجاء من ليس بصالح ولا من أهلك ، واعلم أن الصلاح هو سبب النجاة دون غيره ، وأن أهلك هو ذو القرابة المعنوية لا الصورية . * ( إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) * الواقفين مع ظواهر الأمور ، المحجوبين
325
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 325