نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 278
ذنوبكم ) * أي : ذنوب ذواتكم * ( والله ذو الفضل العظيم ) * بإعطاء الوجود الموهوب الحقاني والعقل الفرقاني . * ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) * لأن العذاب صورة الغضب وأثره فلا يكون إلا من غضب النبي أو من غضب الله المسبب من ذنوب الأمة ، والنبي صلى الله عليه وسلم كان صورة الرحمة لقوله تعالى : * ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين 107 ) * [ الأنبياء ، الآية : 107 ] ولهذا إذ كسروا رباعيته قال صلى الله عليه وسلم : ' اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ' ، ولم يغضب كما غضب نوح عليه السلام ، وقال : * ( رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً ) * [ نوح ، الآية : 26 ] فوجوده فيهم مانع من نزول العذاب ، وكذا وجود الاستغفار . فإن السبب الأولي للعذاب لما كان وجود الذنب ، والاستغفار مانع من تراكم الذنب وثباته بل يوجب زواله فلا يتسبب لغضب الله ، فما دام الاستغفار فيهم فهم لا يعذبون . ت [ فسير سورة الأنفال من آية 34 إلى آية 40 * ( وما لهم ألا يعذبهم الله ) * أي : ليس عدم نزول العذاب لعدم استحقاقهم لذلك بحسب أنفسهم ، بل إنهم مستحقون بذواتهم لصدورهم وصدهم المستعدين عن مقام القلب وعدم بقاء الخيرية فيهم ولكن يمنعه وجودك ووجود المؤمنين المستغفرين معك فيهم . واعلم أن الوجود الإمكاني يتبع الخير الغالب ، لأن الوجود الواجبي هو الخير المحض ، فما رجح خيره على شره فهو موجود بوجوده بالمناسبة الخيرية ، وإذا غلب الشر لم تبق المناسبة فلزم استئصاله وإعدامه فهم ما داموا على الصورة الاجتماعية كان الخير فيهم غالباً فلم يستحقوا الدمار بالعذاب . وأما إذا تفرقوا ما بقي شرهم إلا خالصاً فوجب تدميرهم كما وقع في وقعة بدر . ومن هذا يظهر تحقيق المعنى الثاني في قوله تعالى : * ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) * [ الأنفال ، الآية : 25 ] لغلبة
278
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 278