نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 264
إشارة إلى نفسه التي يتوكأ عليها أي : يعتمد عليها في الحركات والأفعال الحيوانية ويهش بها على غنم القوة البهيمية السليمية ، ورق الآداب الجميلة والملكات الفاضلة والعادات الحميدة من شجرة الفكر ، وكانت نفسه من حسن سياسته إياها ورياضته لها ، منقادة لتصرفاته ، مطواعة لأوامره ، مرتدعة عن أفعالها الحيوانية إلا بإذنه كالعصا . وإذا أرسلها عند الاحتجاج في مقابلة الخصوم صارت كالثعبان يتلقف ما يأفكون من أكاذيبهم الباطلة ويزورون من حبال شبهاتهم التي بها تحكم دعاويهم ، وعصي مغالطاتهم ومزخرفاتهم التي تمسكوا بها عند الخصام في إثبات مقاصدهم فتغلبهم وتقهرهم . * ( ونزع يده ) * أي : أظهر قدرته الباهرة التي تبهرهم وتظهر نور حقية دعواه ، والظاهر أنه كان الغالب على زمانه هو السحر ، فخرج بالسحر الإلهي كما أن الغالب على زمان محمد عليه صلى الله عليه وسلم كان هو الفصاحة ، فكانت معجزة القرآن . وعلى زمان عيسى عليه السلام الطب ، فجاء بالطب الإلهي على ما روي لأن معجزة كل نبي يجب أن تكون من جنس ما غلب على زمانه ليكون أدعى إلى إجابة دعواه . [ تفسير سورة الأعراف من آية 142 إلى آية 144 ] * ( وواعدنا موسى ثلاثين ليلة ) * قيل : أمره بصوم ثلاثين فلما أتم أنكر خلوف فمه ، فتسوك فعاتبه الله على ذلك وأمره بزيادة عشر ، وقيل : أمره بأن يتقرب إليه بما تقرب به في الثلاثين ، وأنزل إليه التوراة في العشر الأخير تتمة الأربعين . فالأول : إشارة إلى أنه خلص عن حجاب الأفعال والصفات والذات في الثلاثين لكن بقي منه بقية ما خلص عن وجودها . واستعمال السواك إشارة إلى ظهور تلك البقية عند قوله : * ( رب أرني أنظر إليك ) * . والثاني : إشارة إلى أنه بلغ الشهود الذاتي التام في الثلاثين بالسلوك إلى الله ولم يبق منه بقية ، بل فنى بالكلية . وتم في العشر الأخير سلوكه في الله حتى رزق البقاء بالله بعد الفناء بالإفاقة ، وعلى هذا ينبغي أن يكون قوله : * ( رب أرني أنظر إليك ) * كان قد صدر عنه في الثلاثين ، والإفاقة بعدها في تتمة الأربعين . وكلمة ربه ، التكليم في مقام تجلي الصفات ، وقوله : * ( رب أرني أنظر إليك ) * بدر عن إفراط شوق منه إلى شهود الذات في مقام فناء الصفات مع وجود البقية . و * ( لن
264
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 264